نام کتاب : البيان ( ط.ج ) نویسنده : الشهيد الأول جلد : 1 صفحه : 8
البيان " لا خير فيمن لا يتفقه من أصحابنا " . [1] ويقول أبو عبيدة الحذاء : لقد سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : " والله إن أحب أصحابي إلى : أورعهم ، وأفقههم ، وأكتمهم لحديثنا " . [2] " ولا عبادة إلا بالتفقه " [3] كما قال سيد الساجدين وزين العابدين إمامنا علي بن الحسين عليه السلام ، وقال أبو عبد الله عليه السلام : " إنا لنحب من كان عاقلا فهما فقيها حليما مداريا صبورا " ( 4 ) والى الفقيه الأعلم العادل مرجع أمور الناس كما قال الإمام العسكري عليه السلام : " فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه ، حافظا لدينه ، مخالفا على هواه ، مطيعا لأمر مولاه ، فللعوام أن يقلدوه " . ( 5 ) ونتيجة لذلك اهتم علماء الأمة عموما - والطائفة خصوصا - بتأليف الكتب الفقهية ، سواء الموسعة منها أو المختصرة ، فتكونت لدينا بعون الله تعالى مكتبة فقهية نفاخر بها الآخرين . لكن ، ومن المؤسف جدا أن نجدا اهمالا كبيرا بهذا التراث القيم ، هذا الاهمال الذي أدى إلى اخراج الآلاف من النسخ الخطية المعتمدة إلى بلاد الغرب ، ففي الفاتكان - مثلا - توجد 75 مكتبة تحتوي على الكثير من مخطوطاتنا الاسلامية ، أما بريطانيا - التي استعمرت البلدان الاسلامية ردحا من الزمن - ففيها من المخطوطات النفيسة ما يدهش العقل . وهذا الاهمال هو الذي أدى إلى ابتعاد الجيل الناشئ عن مطالعة الكتب الاسلامية ، لرداء خطها أو طبعها ، وتوجه - هذا الجيل - إلى الكتب الالحادية التي تنصف بجودة الطبع . والذي يبعث في القلب الأمل هو اهتمام جمع من الفضلاء والأساتذة في الوقت الحاضر بتحقيق هذا التراث ، ومن ثم طبعه ونشره بالشكل اللائق به ، فنشأت عدة مؤسسات ، ومراكز تحقيقية لأجل ذلك . واسهاماً منا في هذه الحركة العلمية ، رأيت لزوما علي أن أشارك اخواني المحققين لو بعمل متواضع ، واضعا لبنة إلى جنب الكثير من اللبنات الأخرى ، وملقيا دلوا مع الدلاء . فوجدت نفسي أمام كتاب قيم ، كبير في محتواه ، صغير في حجمه ، خطه يراع أحد علمائنا
[1] الكافي : ج 1 ص 33 حديث 6 كتاب فضل العلم . [2] الكافي : ج 2 ص 223 حديث 7 كتاب الايمان والكفر . [3] الكافي : ج 8 ص 234 حديث 312 . الكافي : ج 2 ص 46 حديث 3 كتاب الايمان والكفر باب المكارم . ( 5 ) تفسير العسكري عليه السلام : ص 141 .
8
نام کتاب : البيان ( ط.ج ) نویسنده : الشهيد الأول جلد : 1 صفحه : 8