نام کتاب : الاقتصاد نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 94
به ، لأن المعلوم ضرورة خلاف قولهم . على أن القوم إنما خالفوا في صفة العلم وظنوا أن ذلك ظن وحسبان دون أن يكون ذلك علما يقينا . والعلم بالفرق بين العلم والظن طريقه الدليل وإن كان في العلوم ما يقع عن نظر فيحتاج أن نبين حقيقة النظر . والنظر هو الفكر ، ويجد الواحد منا نفسه كذلك ضرورة ، ويفصل بين كونه مفكرا وبين كونه مريدا أو كارها . والفكر هو التأمل في الشئ المفكر فيه والتمثيل بينه وبين غيره ، وبهذا يتميز من سائر الأعراض من الإرادة والاعتقاد . وليس في المتعلقات بأغيارها شئ يتعلق بكون الشئ على صفة أو ليس عليها غير النظر . والناظر من كان على صفة مثل ما قلناه في كونه عالما ومريدا ، وليس الناظر من فعل النظر ، بدلالة أنه يجد نفسه ناظرة ولا يجد نفسه فاعلة . ومن شأن الناظر أن لا يكون ساهيا ويكون إما عالما أو ظانا أو معتقدا . ومن شرط الناظر أن يجوز كون المنظور فيه على ما ظنه وأنه ليس عليه . وهذا التحرير يحصل مع الشك والظن واعتقاد ليس بعلم ، وإنما يرتفع مع العلم أو الجهل الواقع عن شبهة ، لأن الجاهل يتصور نفسه تصور العالم ، فلا يجوز كون ما اعتقده على خلاف ما اعتقده ، وإن كان السكون لا يكون معه وإنما يكون مع العلم . ومن شأن النظر إذا كان مولدا للعلم أن يكون واقعا في دليل ، وإذا كان مقتضيا للظن أن يكون واقعا في أمارة ومتعلقا بها . ومن حق النظر المولد للعلم أن يكون الناظر عالما بالدليل على الوجه الذي يدل ليصح أن يولد نظره العلم . ومتى كان معتقدا للدليل غير عالم به صح أن يقع منه النظر ، غير أنه لا يولد نظره العلم ، لأنه لو لم يكن عالما بالدليل لم يمتنع أن يكون عالما بأن زيدا قادر
94
نام کتاب : الاقتصاد نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 94