نام کتاب : الاقتصاد نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 69
إسم الكتاب : الاقتصاد ( عدد الصفحات : 338)
ولما كانت علومه لا يصح حصولها إلا مع كمال عقله وجب أن يخلق فيه العقل ، والعقل هو مجموع علوم إذا اجتمعت كان الحي عاقلا ، وإذا حصل بعضها أو لم يحصل شي أصلا لم يكن عاقلا . والعلوم التي تسمى عقلا تنقسم ثلاثة أقسام : أولها العلم بأصول الأدلة ، وثانيها ما لا يتم العلم بهذه الأصول إلا معه ، وثالثها ما لا يتم الغرض المطلوب إلا معه . فالأول كالعلم بأحوال الأجسام التي تتغير من حركة وسكون ، والعلم باستحالة خلق الذات من النفي والاثبات المتقابلين ، والعلم بأحوال الفاعلين وغير ذلك . وليس يصح العلم إلا ممن يجب أن يكون عالما بالمدركات إذا أدركها وارتفع اللبس عنها وممن إذا مارس الصنائع بعلمها ، والعلم بالعادات من أصول الأدلة الشرعية ، فلا بد منه ، فهو نظير القسم الثاني . والقسم الثالث العلم بجهات المدح والذم والخوف وطرق المضار حتى يصح خوفه من إهمال ، النظر ، فيجب عليه النظر والتوصل به إلى العلم . والذي يدل على أن ذلك هو العقل لا غير أنه متى تكاملت هذه العلوم كان عاقلا ، ولا يكون عاقلا إلا وهذه العلوم حاصلة ، ولو كان للعقل معنى آخر لجاز حصول هذه العلوم ، ولا يحصل ذلك المعنى فلا يكون عاقلا وإن لم يكن له هذه العلوم ، والمعلوم خلاف ذلك . وسميت عقلا لأن لمكانها يمتنع من كثير من المقبحات ، فشبهت بعقال الناقة التي تمنعها من السير . ولأن العلوم المكتسبة مرتبطة بها ولا يصح حصولها من دونه ، فسميت به عقلا تشبيها أيضا بعقال الناقة ، ولذلك لا يجوز وصف الله تعالى بأنه عاقل وإن كان عالما بجميع المعلومات . ويجب أن يكون المكلف متمكنا من الآلات التي يحتاج إليها في الأفعال
69
نام کتاب : الاقتصاد نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 69