نام کتاب : الاقتصاد نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 55
يخلو أن يكون قبيحا أو حسنا ، فما هو قبيح لا يجوز أن يكون فعلا له ، لأنا قد بينا أنه لا يفعل القبيح ، وما هو حسن لا يجوز أيضا أن يفعله لأنه فعلنا ، والفعل الواحد لا يكون من فاعلين على ما نبينه . ولا يجوز أن يكون قضاء أفعالهم بمعنى حكم أو أمر وألزم ، لأن أحدا من الأمة لا يقول إن الله ألزمنا فعل المعاصي أو حكم علينا بأن نفعلها . وأما القضاء بمعنى الإعلام والإخبار فإنه يجوز أن يقال على ضرب من التقييد ، لأن الله تعالى أخبر وأعلم مالنا في فعل الطاعة من الثواب وما علينا بفعل المعاصي من العقاب ، فجاز أن يضاف إلى الله تعالى القضاء على هذا الوجه . وأيضا فقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : يقول الله تعالى : " من لم يرض بقضائي ولم يشكر نعمائي ولم يصبر على بلائي فليتخذ ربا سواي " فلو كانت المعاصي بقضاء الله وأحداثه لوجب الرضا بها ، وذلك خلاف الإجماع . والقول في القدر على مثل ذلك ، لأن القدر يستعمل بمعنى الأحداث والخلق كما قال " وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين " 1 ) فعلى هذا لا يجوز أن تكون المعاصي بقدر الله ، لمثل ما قلناه في القضاء . وقد يستعمل بمعنى التقدير كما قال تعالى " فقدرنا فنعم القادرون " 2 ) فعلى هذا يجوز أن يقال : أفعالنا بقدر الله ، بمعنى أنه قدر ما علينا من الثواب أو العقاب ، فينبغي أن يقيد القول في ذلك ولا يطلق به . فإن قيل : مضى في الكلام أن الواحد منا محدث لأفعاله وموجد لها ، فما
1 ) سورة فصلت : 10 . 2 ) سورة المرسلات : 23 .
55
نام کتاب : الاقتصاد نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 55