السجود لله عزّ وجلّ في نفسه من أعظم العبادات ، بل ما عُبِد الله بمثله ، وما من عمل أشدّ على إبليس من أن يرى ابن آدم ساجداً ، لأنّه أُمِرَ بالسجود فعصى ، وهذا أُمِرَ بالسجود فأطاع ونجى ، وأقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد . ويستحبّ أكيداً للشكر لله عند تجدّد كلّ نعمة ودفع كلّ نقمة ، وعند تذكَّرهما إن لم يكن مسبوقاً بالسجدة لهما ، وللتوفيق لأداء كلّ فريضة أو نافلة ، بل كل فعل خير حتى الصلح بين اثنين . ويجوز الاقتصار على واحدة ، والأفضل أن يأتي باثنتين ، بمعنى الفصل بينهما برجاء المطلوبيّة بتعفير الخدّين أو الجبينين . ويكفي في هذا السجود مجرّد وضع الجبهة مع النيّة ؛ والأولى فيه وضع المساجد السبعة ووضع الجبهة على ما يصحّ السجود عليه ؛ ويجوز فيه افتراش الذراعين والصاق الجؤجؤ والصدر والبطن بالأرض وإن فات معه وضع بعض المساجد على الأرض على الأظهر . ولا يشترط فيه الذكر وإن استحبّ أن يقول : " شكراً لله " أو " شكراً شكراً " مائة مرّة ، ويكفي ثلاث مرّات ، والمروي أنّ أقلّ ما يجزي " شكراً لله " ثلاث مرّات . 6 - التشهّد يجب التشهّد في الثنائيّة مرّة بعد رفع الرأس من السجدة الأخيرة ، وفي الثلاثيّة والرباعيّة مرّتين : الأولى بعد رفع الرأس من السجدة الأخيرة في الركعة الثانية ، والثانية بعد رفع الرأس منها في الركعة الأخيرة . وهو واجب غير ركن ؛ فلو تركه عمداً ، بطلت الصلاة دون السهو حتّى ركع ، وإن وجب عليه قضاؤه بعد الفراغ كما يأتي في الخلل . والواجب فيه الشهادتان ، ثمّ الصلاة على محمّد وآله صلى الله عليه وآله وسلم ، والأحوط في عبارته أن يقول : " أشهدُ أن لا إله إلَّا الله وحدَه لا شريكَ لَه وأشهدُ أنّ مُحَمّداً عبدُه ورسولُه اللَّهُم صلِّ على مُحمّدٍ وآل مُحمّد " مع رعاية الترتيب المذكور ، والموالاة العرفيّة .