السجود ، ثم يقع على الأرض امتثالا لقوله تعالى : { سبح اسم ربك الأعلى } [1] ، ويعفر جبينه على التراب ، فيتذكر قدرة ربه الذي أضاء نور عقله من التراب المظلم ، وليرى في سجوده على التراب سر { ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين } [2] ، ويقول : سبحان ربي الأعلى وبحمده ، ثم يرفع رأسه فيدرك سر { ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين } [3] ، ويرى حياته الدنيوية . ثم يقول ( الله أكبر ) ثم يعود للسجود على التراب ، ويتذكر يوم يرى الموت بعد حياته ويتخذ منه مسكنا ، ثم يرى الحياة بعد الموت فيرفع رأسه ، ويتذكر حياته بعد الممات ، ويعرف من السجدتين معنى قوله تعالى : { منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى } [4] ، فيفهم بذلك مراحل وجوده . * إن ما ذكرناه ليس إلا أشعة أو لمعة من أنوار شمس الحكمة والهداية في الصلاة ، ومن أجل الاختصار نترك الإشارة إلى أسرار السورة بعد الحمد ، وأسرار الأذكار ، والقيام ، والقعود ، والقنوت ، والتسبيحات الأربع ، والتشهد ، والتسليم ، ومستحبات الصلاة وآدابها . *
[1] سورة الأعلى : 1 . [2] سورة المؤمنون : 12 . [3] سورة المؤمنون : 14 . [4] سورة طه : 55 .