لا تعلمون شيئا } [1] وينتهي إلى الكمال المطلق : { وأن إلى ربك المنتهى } [2] ( إلهي ماذا وجد من فقدك ؟ وما الذي فقد من وجدك ) [3] . وعندما يطلب المسلم في صلاته من ربه أن يهديه { صراط الذين أنعمت عليهم } وهو الصراط الذي فصله الله تعالى في قوله : { ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا } [4] ، فهو بذلك يطلب أن يرزقه معية النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وان يبعده عن المغضوب عليهم وعن الضالين ، وهذا الدعاء يلزمه التخلق بأخلاق الأنبياء والأولياء والتجنب عن طريق المغضوبين وأهل الضلال . وبمقتضى قوله تعالى : { الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور } [5] عليه أن يتوجه بكله إلى القدوس الذي هو { نور السماوات والأرض } [6] ويرى عظمته سبحانه بعين قلبه وحقيقة إيمانه . * ثم ينحني راكعا لعظمته امتثالا لقوله : { فسبح باسم ربك العظيم } [7] ، ويقول : سبحان ربي العظيم وبحمده . وبذلك يأخذ نصيبه من أسرار الركوع ، ويتهيأ لمقام القرب من ربه في
[1] سورة النحل : 78 . [2] سورة النجم : 42 . [3] إقبال الأعمال ص 349 دعاء الإمام الحسين ( عليه السلام ) في يوم عرفة . [4] سورة النساء : 69 . [5] سورة البقرة : 257 . [6] سورة النور : 35 . [7] سورة الواقعة : 74 .