الذلة [1] . اذكر مصرعك بين يدي أهلك ، ولا طبيب يمنعك ، ولا حبيب ينفعك [2] . خير من الخير فاعله ، وأجمل من الجميل قائله ، وأرجح من العلم حامله ، وشر من الشر جالبه ، وأهول من الهول راكبه [3] . إذا كان زمان العدل فيه أغلب من الجور ، فحرام أن يظن بأحد سوء حتى يعلم ذلك منه ، وإذا كان زمان الجور أغلب فيه من العدل ، فليس لأحد أن يظن بأحد خيرا ما لم يعلم ذلك منه [4] . إياك والحسد ، فإنه يبين فيك ، ولا يعمل في عدوك [5] . المراء يفسد الصداقة القديمة ، ويحلل العقدة الوثيقة ، وأقل ما فيه أن تكون فيه المغالبة ، والمغالبة أس أساس القطيعة [6] . وفي كشف الغمة من كتاب الدلائل ، عن فتح بن يزيد الجرجاني قال : ضمني وأبا الحسن الطريق حين منصرفي من مكة إلى خراسان وهو صائر إلى العراق ، فسمعته وهو يقول : من اتقى الله يتقى ، ومن أطاع الله يطاع ، قال : فتلطفت في الوصول إليه فسلمت عليه ، فرد علي السلام وأمرني بالجلوس ، وأول ما ابتدأني به أن قال : يا فتح من أطاع الخالق لم يبال بسخط المخلوق ، ومن أسخط الخالق فأيقن أن يحل به الخالق سخط