شأنك ؟ فقلت : خير ، ولم أخبرهم بذلك . فانصرفنا بعد ذلك إلى إصفهان ، ففتح الله علي [ الخير بدعائه ، و ] وجوها من المال حتى أنا اليوم أغلق بابي على ما قيمته ألف ألف درهم ، سوى مالي خارج داري ، ورزقت عشرة من الأولاد ، وقد بلغت الآن من عمري نيفا وسبعين سنة وأنا أقول بإمامة هذا الذي علم ما في قلبي واستجاب الله دعاءه في ولي [1] . 4 - قال هبة الله بن أبي منصور الموصلي : كان بديار ربيعة كاتب نصراني وكان من أهل كفرتوثا ، يسمى يوسف بن يعقوب ، وكان بينه وبين والدي صداقة ، قال : فوافانا فنزل عند والدي فقال له والدي : ما شأنك قدمت في هذا الوقت ؟ قال : قد دعيت إلى حضرة المتوكل ، ولا أدري ما يراد مني ، إلا أني اشتريت نفسي من الله بمائة دينار ، وقد حملتها لعلي بن محمد بن الرضا ( عليهم السلام ) معي . فقال له والدي : قد وفقت في هذا . قال : وخرج إلى حضرة المتوكل وانصرف إلينا بعد أيام قلائل فرحا مستبشرا . فقال له والدي : حدثني حديثك . قال : صرت إلى سر من رأى وما دخلتها قط ، فنزلت في دار وقلت : أحب أن أوصل المائة إلى ابن الرضا ( عليه السلام ) قبل مصيري إلى باب المتوكل ، وقبل أن يعرف أحد قدومي . قال : فعرفت أن المتوكل قد منعه من الركوب ، وأنه ملازم لداره فقلت : كيف أصنع ؟ رجل نصراني يسأل عن دار ابن الرضا ؟ ! لا آمن أن ينذر بي فيكون ذلك زيادة فيما أحاذره . قال : ففكرت ساعة في ذلك ، فوقع في قلبي أن أركب حماري وأخرج في البلد ،
[1] الخرائج والجرائح ج 1 ص 392 ، وبتفاوت يسير في الثاقب في المناقب ص 550 ، كشف الغمة ج 2 ص 389 .