وحسرت عيني ، فقال : حيث كنا فهذا لنا عتيد ، ولسنا في خان الصعاليك [1] . 3 - حدث جماعة من أهل إصفهان ، منهم أبو العباس أحمد بن النضر وأبو جعفر محمد بن علوية قالوا : كان بإصفهان رجل يقال له : عبد الرحمن وكان شيعيا ، قيل له : ما السبب الذي أوجب عليك به القول بإمامة علي النقي دون غيره من أهل الزمان ؟ قال : شاهدت ما أوجب ذلك علي ، وذلك أني كنت رجلا فقيرا وكان لي لسان وجرأة ، فأخرجني أهل إصفهان سنة من السنين مع قوم آخرين إلى باب المتوكل متظلمين ، فكنا بباب المتوكل يوما إذ خرج الأمر بإحضار علي بن محمد بن الرضا ( عليهم السلام ) فقلت لبعض من حضر : من هذا الرجل الذي قد أمر بإحضاره ؟ فقيل : هذا رجل علوي تقول الرافضة بإمامته . ثم قيل : ويقدر أن المتوكل يحضره للقتل . فقلت : لا أبرح من هاهنا حتى أنظر إلى هذا الرجل أي رجل هو ؟ قال : فأقبل راكبا على فرس ، وقد قام الناس يمنة الطريق ويسرته صفين ينظرون إليه ، فلما رأيته وقع حبه في قلبي فجعلت أدعو له في نفسي بأن يدفع الله عنه شر المتوكل ، فأقبل يسير بين الناس وهو ينظر إلى عرف دابته لا ينظر يمنة ولا يسرة ، وأنا دائم الدعاء له ، فلما صار بإزائي أقبل إلي بوجهه ، وقال : استجاب الله دعاءك ، وطول عمرك ، وكثر مالك وولدك . قال : فارتعدت [ من هيبته ] ووقعت بين أصحابي ، فسألوني وهم يقولون : ما
[1] الكافي ج 1 ص 498 ، وبتفاوت يسير في بصائر الدرجات الجزء الثامن باب 13 ح 7 ، ص 406 ، الثاقب في المناقب ص 542 ، الخرائج والجرائح ج 2 ص 680 ، إعلام الورى ج 2 ص 126 ، كشف الغمة ج 2 ص 383 ، مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 411 ومصادر أخرى .