responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج الصالحين نویسنده : الشيخ وحيد الخراساني    جلد : 1  صفحه : 423


إن المأمون قال للرضا ( عليه السلام ) : يا بن رسول الله قد عرفت علمك وفضلك وزهدك وورعك وعبادتك وأراك أحق بالخلافة مني ، فقال الرضا ( عليه السلام ) : بالعبودية لله عز وجل أفتخر وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شر الدنيا ، وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم ، وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله عز وجل ، فقال له المأمون : فإني قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة وأجعلها لك وأبايعك ، فقال له الرضا ( عليه السلام ) : إن كانت هذه الخلافة لك والله جعلها لك ، فلا يجوز لك أن تخلع لباسا ألبسك الله وتجعله لغيرك ، وإن كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك ، فقال له المأمون : يا بن رسول الله فلا بد لك من قبول هذا الأمر ، فقال : لست أفعل ذلك طائعا أبدا ، فما زال يجهد به أياما حتى يئس من قبوله فقال له : فإن لم تقبل الخلافة ولم تحب مبايعتي لك فكن ولي عهدي له تكون لك الخلافة بعدي ، فقال الرضا ( عليه السلام ) : والله لقد حدثني أبي عن آبائه عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أني أخرج من الدنيا قبلك مسموما مقتولا بالسم مظلوما تبكي علي ملائكة السماء وملائكة الأرض ، وأدفن في أرض غربة إلى جنب هارون الرشيد ، فبكى المأمون ، ثم قال له : يا بن رسول الله ومن الذي يقتلك أو يقدر على الإساءة إليك وأنا حي ؟ ! فقال الرضا ( عليه السلام ) : أما إني لو أشاء أن أقول لقلت من الذي يقتلني ، فقال المأمون : يا بن رسول الله إنما تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك ودفع هذا الأمر عنك ، ليقول الناس إنك زاهد في الدنيا ، فقال الرضا ( عليه السلام ) : والله ما كذبت منذ خلقني ربي عز وجل وما زهدت في الدنيا للدنيا ، وإني لأعلم ما تريد ، فقال المأمون : وما أريد ؟ قال : الأمان على الصدق ، قال : لك الأمان ، قال : تريد بذلك أن يقول الناس إن علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) لم يزهد في الدنيا ، بل زهدت الدنيا فيه ، ألا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعا في الخلافة ؟ فغضب المأمون ثم

423

نام کتاب : منهاج الصالحين نویسنده : الشيخ وحيد الخراساني    جلد : 1  صفحه : 423
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست