ومن دعائه ( عليه السلام ) : اللهم إني أسألك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب [1] . وكان ( عليه السلام ) يتفقد فقراء أهل المدينة فيحمل إليهم في الليل العين والورق وغير ذلك ، فيوصله إليهم وهم لا يعلمون من أي جهة هو [2] . وكان ( عليه السلام ) يصل بالمأتي دينار إلى الثلاثمائة دينار ، وكانت صرار موسى مثلا [3] . وشكا محمد البكري إليه فمد يده إليه فرجع إلى صرة فيها ثلاثمائة دينار [4] . وكان يستغفر في كل يوم خمسة آلاف مرة [5] . وقال أبو حنيفة : رأيت موسى بن جعفر وهو صغير السن في دهليز أبيه فقلت : أين يحدث الغريب منكم إذا أراد ذلك ؟ فنظر إلي ثم قال : يتوارى خلف الجدار ويتوقى أعين الجار ، ويتجنب شطوط الأنهار ، ومساقط الثمار ، وأفنية الدور والطرق النافذة ، والمساجد ، ولا يستقبل القبلة ، ولا يستدبرها ، ويرفع ويضع بعد ذلك حيث شاء . قال : فلما سمعت هذا القول منه ، نبل في عيني ، وعظم في قلبي ، فقلت له : جعلت فداك : ممن المعصية ؟ فنظر إلي ثم قال : اجلس حتى أخبرك ، فجلست فقال : إن المعصية لابد أن تكون من العبد أو من ربه أو منهما جميعا ، فإن كانت من الله تعالى فهو
[1] الكافي ج 3 ص 323 ، تهذيب الأحكام ج 2 ص 300 ، كشف الغمة ج 2 ص 228 . [2] الخرائج والجرائح ج 2 ص 896 ، مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 318 ، كشف الغمة ج 2 ص 228 . [3] كشف الغمة ج 2 ص 229 ، مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 318 ، وقريب بهذا المضمون في تاريخ بغداد ج 13 ص 28 ، تهذيب الكمال ج 29 ص 45 ومصادر أخرى للخاصة والعامة . [4] روضة الواعظين ص 215 ، دلائل الإمامة ص 310 ، كشف الغمة ج 2 ص 228 ، تاريخ بغداد ج 13 ص 29 ومصادر أخرى . [5] كتاب الزهد ص 74 رقم 199 ، وسائل الشيعة ج 16 ص 86 ، كتاب جهاد النفس باب 92 ح 8 .