responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج الصالحين نویسنده : الشيخ وحيد الخراساني    جلد : 1  صفحه : 380


طالب المعروف في التوراة بالباقر ، فإذا لقيته فاقرأه مني السلام ، فدخل جابر إلى علي بن الحسين ( عليهما السلام ) فوجد محمد بن علي ( عليهما السلام ) عنده غلاما ، فقال له : يا غلام أقبل ، فأقبل ، ثم قال : أدبر ، فأدبر ، فقال جابر : شمائل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ورب الكعبة ، ثم أقبل علي بن الحسين ، فقال له : من هذا ؟ قال :
هذا ابني وصاحب الأمر بعدي ، محمد الباقر ، فقام جابر فوقع على قدميه يقبلهما ، ويقول :
نفسي لنفسك الفداء يا بن رسول الله ، اقبل سلام أبيك ، إن رسول الله يقرأ عليك السلام ، قال : فدمعت عينا أبي جعفر ( عليه السلام ) ، ثم قال : يا جابر ، على أبي رسول الله السلام ما دامت السماوات والأرض ، وعليك السلام يا جابر بما بلغت [1] .
قدم وفد من فلسطين على الباقر ( عليه السلام ) ، فسألوه عن مسائل ، فأجابهم ، ثم سألوه عن الصمد ، فقال : تفسير الصمد فيه خمسة أحرف ، فالألف دليل على إنيته ، وهو قوله :
شهد الله أنه لا إله إلا هو ، وذلك تنبيه وإشارة إلى الغائب عن درك الحواس ، واللام دليل على إلهيته بأنه هو الله ، والألف واللام مدغمان لا يظهران على اللسان ولا يقعان في السمع ، ويظهران في الكتابة دليلان على أن إلهيته خافية لا تدرك بالحواس ولا يقع في لسان واصف ولا أذن سامع ، لأن تفسير الإله هو الذي أله الخلق عن درك مائيته وكيفيته بحس أو بوهم ، لا بل هو مبدع الأوهام وخالق الحواس ، وإنما يظهر ذلك عند الكتابة فهو دليل على أن الله أظهر ربوبيته في إبداع الخلق وتركيب أرواحهم اللطيفة في أجسادهم الكثيفة ، فإذا نظر عبد إلى نفسه لم ير روحه ، كما أن لام الصمد لا تتبين ، ولا تدخل في حاسة من الحواس الخمس ، فإذا نظر إلى الكتابة ظهر له ما خفي ولطف ، فمتى تفكر العبد في مائية الباري وكيفيته أله فيه وتحير ولم تحط فكرته بشئ يتصور له ، لأنه عز وجل خالق الصور ، فإذا نظر إلى خلقه ثبت له أنه خالقهم ومركب أرواحهم



[1] الأمالي للصدوق المجلس السادس والخمسون ح 9 ، روضة الواعظين ص 203 ، وبتفاوت في الصواعق المحرقة ص 201 ، مطالب السؤول ص 81 ، ينابيع المودة ج 3 ص 52 ومصادر أخرى .

380

نام کتاب : منهاج الصالحين نویسنده : الشيخ وحيد الخراساني    جلد : 1  صفحه : 380
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست