والجمالية والكمالية . وكل شئ يعرف بأصله وفرعه ، وأصله برهانه ، وفرعه دليله ، فلا يعرف هذا الدم إلا بمعرفة النفس التي هي في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، وبالقلب الذي هو عرش الرحمن ، وبالصدر الذي هو خزينة أسرار رب العالمين ، ولا يعرف إلا بمعرفة فرعه وأثره وهو إحياء الحق الذي جاء من عند الحق لإقامة العدل والحق . ولقد فضل الله هذا الدم على دم يحيى بن زكريا الذي قال الله تعالى في حقه : { سلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا } [1] . فعن ابن عباس ، قال : أوحى الله إلى نبيكم إني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا ، وإني قاتل بابن بنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا [2] . وقد بعث الله أشرف أنبيائه لالتقاط هذا الدم من الأرض والصعود به إلى الرفيق الأعلى . عن ابن عباس ، قال : رأيت النبي فيما يرى النائم نصف النهار أشعث أغبر ، معه قارورة فيها دم ، فقلت : يا نبي الله ما هذا ؟ قال : هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل ألتقطه
[1] سورة مريم : 15 . [2] المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 178 ، وفي التلخيص أيضا ، كنز العمال ج 12 ص 127 ، الجامع لاحكام القرآن ج 10 ص 219 ، الدر المنثور ج 4 ص 264 ، تاريخ بغداد ج 1 ص 152 ، تاريخ مدينة دمشق ج 14 ص 225 وج 64 ص 216 ، سير أعلام النبلاء ج 4 ص 342 ، البداية والنهاية ج 8 ص 219 ، تهذيب الكمال ج 6 ص 431 ، ذخائر العقبى ص 150 ، تهذيب التهذيب ج 2 ص 305 ، لسان الميزان ج 4 ص 457 ومصادر أخرى للعامة . كشف الغمة ج 2 ص 63 ، شرح الأخبار ج 3 ص 168 ، مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 81 ، الطرائف ص 202 ، إعلام الورى ج 1 ص 429 ، كشف اليقين ص 306 ومصادر أخرى للخاصة .