responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج الصالحين نویسنده : الشيخ وحيد الخراساني    جلد : 1  صفحه : 360


وفي كل تهليل من خوفه ، ووجله ، ورغبته ، وسؤاله ، وتسبيحه ، وتكبيره ما يليق من تلك المعاني بالحي القيوم العلي العظيم ، الذي هو بكل شئ عليم ، وعلى كل شئ قدير ، وهو رب العرش العظيم .
وتهليلاته على عدد الشهور التي هي عند الله اثنا عشر شهرا [1] ، ومجموع التهليلات والتسبيحات أربع وعشرون بعدد ساعات الليل والنهار ، ويظهر من كل جملة من هذا الدعاء من العلم والعرفان والإيمان والعمل ما هو أعلى وأجل من البيان .
فمبدأ عمله ومنشأ شهادته ، وما ظهر منه في يوم ليس كيومه يوم [2] هو العلم والإيمان اللذان رفعه الله بهما إلى مقام الحرية عن كل ما سوى الله ، والعبودية لله تعالى ، كما ورد عنه : ( إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار ، وإن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد ، وإن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار ، وهي أفضل العبادة " [3] .
وعنه ( عليه السلام ) : ( أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتى عرفوك ووحدوك ، وأنت الذي أزلت الأغيار عن قلوب أحبائك حتى لم يحبوا سواك ، ولم يلجؤوا إلى غيرك ) [4] .
فهو الراغب الذي لا يرغب إلا إلى القرب من الله ، والراهب الذي لا يرهب إلا البعد من الله ، وهو الحر الذي أعتق نفسه عن كل تعلق ، وبذل مهجته باسم الله وبالله وفي سبيل الله ، شكرا لله { قل كل يعمل على شاكلته } [5] .



[1] إشارة إلى قوله تعالى : * ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا ) * سورة التوبة : 36 .
[2] الأمالي للصدوق ص 177 المجلس الرابع والعشرون ح 3 .
[3] تحف العقول من قصار هذه المعاني لحسين بن علي ( عليهما السلام ) ص 246 .
[4] بحار الأنوار ج 95 ص 216 .
[5] سورة الإسراء : 84 .

360

نام کتاب : منهاج الصالحين نویسنده : الشيخ وحيد الخراساني    جلد : 1  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست