responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج الصالحين نویسنده : الشيخ وحيد الخراساني    جلد : 1  صفحه : 334

إسم الكتاب : منهاج الصالحين ( عدد الصفحات : 580)


وفي الصحيح عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : كنت مع أبي في الليلة التي قتل في صبيحتها ، فقال لأصحابه : هذا الليل فاتخذوه جنة ، فإن القوم إنما يريدوني ، ولو قتلوني لم يلتفتوا إليكم ، وأنتم في حل وسعة ، فقالوا : والله لا يكون هذا أبدا ، فقال : إنكم تقتلون غدا كلكم ، ولا يفلت منكم رجل ، قالوا : الحمد لله الذي شرفنا بالقتل معك [1] .
وأما الحسن ( عليه السلام ) فخطب بعد وفاة أبيه ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما والله ما ثنانا عن قتال أهل الشام ذلة ولا قلة ، ولكن كنا نقاتلهم بالسلامة والصبر ، فشيب السلامة بالعداوة والصبر بالجزع ، وكنتم تتوجهون معنا ودينكم أمام دنياكم ، وقد أصبحتم الآن ودنياكم أمام دينكم ، وكنا لكم وكنتم لنا ، وقد صرتم اليوم علينا .
ثم أصبحتم تصدون [ تعدون ] قتيلين : قتيلا بصفين تبكون عليهم ، وقتيلا بالنهروان تطلبون بثأرهم ، فأما الباكي فخاذل ، وأما الطالب فثائر .
وإن معاوية قد دعا إلى أمر ليس فيه عز ولا نصفة ، فإن أردتم الحياة قبلناه منه ، وأغضضنا عن القذى ، وإن أردتم الموت بذلناه في ذات الله وحاكمناه إلى الله .
فنادى القوم بأجمعهم : بل البقية والحياة [2] .
ولما وجه إلى معاوية قائدا في أربعة آلاف ، وكان من كندة ، وأمره أن يعسكر بالأنبار ، كتب إليه معاوية : إن أقبلت إلي وليتك بعض كور الشام ، أو الجزيرة ، غير منفس عليك ، وأرسل إليه بخمسمائة ألف درهم ، فقبض الكندي المال وقلب على الحسن ( عليه السلام ) ، وصار إلى معاوية في مائتي رجل من خاصته وأهل بيته .
فبلغ ذلك الحسن ( عليه السلام ) فقام خطيبا وقال : هذا الكندي توجه إلى معاوية وغدر بي



[1] الخرائج والجرائح ج 2 ص 848 .
[2] بحار الأنوار ج 44 ص 21 وبتفاوت في الطرائف ص 198 ، تاريخ مدينة دمشق ج 13 ص 268 ، أسد الغابة ج 2 ص 13 ، سير أعلام النبلاء ج 3 ص 269 ومصادر أخرى للخاصة والعامة .

334

نام کتاب : منهاج الصالحين نویسنده : الشيخ وحيد الخراساني    جلد : 1  صفحه : 334
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست