responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج الصالحين نویسنده : الشيخ وحيد الخراساني    جلد : 1  صفحه : 302


والكمال كل الكمال أن تصير الإرادة مقهورة لأمر الله تعالى ، والرضا والغضب تابعين لرضا الله وغضب الله تعالى ، فإذا بلغ العبد إلى أن يرضى لرضا الرب ويغضب لغضبه على الإطلاق ، بحيث لا يتخلف رضاه وغضبه عن رضا الله وغضبه في حال من الأحوال ، يصل إلى مرتبة العصمة المطلقة .
وقد صح عند العامة والخاصة أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال لفاطمة : إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك [1] ، فإذا كانت العصمة المطلقة المستلزمة لإمامة الناس أن يرضى العبد برضى الرب ويغضب لغضبه بقول مطلق ، فكيف تصل الأفكار إلى مقام الصديقة التي يرضى الرب لرضاها ويغضب لغضبها على الإطلاق ، بإطلاق كلام الذي قال الله تعالى فيه { وما ينطق عن الهوى } [2] فكما لا تتخلف ارادتها عن إرادة الله ، لا تتخلف إرادة الله عن إرادتها ، وآية المباهلة لتشهد على اتصال إرادتها بالأمر الذي قال سبحانه فيه { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } [3] .
وكفاها منزلة أن الله سبحانه وتعالى اصطفى من عباده أنبياءه ، واصطفى منهم خاتمهم الذي أرسله رحمة للعالمين ، وقال { تبارك الذي نزل الفرقان على عبده } [4] واختار فاطمة لأن يكون بها امتداد وجوده ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأبقى بها نسله إلى يوم القيامة ، وجعل حضنها مهدا لأئمة الأمة ، الذين بهم تمت نعمة بعثته ، وكملت بهم شريعته ودينه ، وطلعت من مشرق وجودها نجوم أضاءت بأنوارها



[1] راجع صفحة : 193 .
[2] سورة النجم : 3
[3] سورة يس : 82 .
[4] سورة الفرقان : 1 .

302

نام کتاب : منهاج الصالحين نویسنده : الشيخ وحيد الخراساني    جلد : 1  صفحه : 302
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست