responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج الصالحين نویسنده : الشيخ وحيد الخراساني    جلد : 1  صفحه : 301


إن النفس القدسية التي تستعد بعد انقطاع الوحي بختم النبوة ، لأن تلاقي من يكون مقامه عند سدرة المنتهى ، هي النفس التي تكون بضعة من العقل الكل ، وبالجاذبية التي ورثتها من الحقيقة المحمدية تجذب الذي هو شديد القوى من الأفق الأعلى لتسليتها ، فيصير مصحفها الذي ألقاه الروح الأمين وكتبه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إحدى خزائن علوم الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) المشتملة على علم ما يكون .
وبالتأمل في هذه الصحيحة يظهر سر تسميتها بالمحدثة ، ولولا السنخية مع الملأ الأعلى بلطافة روحها عن كدورات عالم المادة ، لم يتيسر لها مجالسة روح القدس ، وهذا وجه تسميتها بالحوراء الإنسية .
ولا عجب من وصولها إلى هذه المقامات العالية ، وطيها درجات مرقاة الكمال ، إلى أن وصلت إلى مرتبة توجب حيرة الكمل ، فإن الانسان يمتاز عن سائر الخلق بتركبه من الشهوة والغضب ، والعقل والإرادة ، فإن صارت الإرادة مقهورة للشهوة والغضب يتنزل إلى مرتبة الحيوانية { أولئك كالانعام بل هم أضل } [1] ، وإن صارت مقهورة للعقل صار الانسان بالقوة إنسانا بالفعل ، وبغلبة جنود العقل على جنود الجهل يتسلط على نفسه ، ويصعد بروحه من حضيض الأرض إلى ملكوت السماء .



[1] سورة الأعراف : 179

301

نام کتاب : منهاج الصالحين نویسنده : الشيخ وحيد الخراساني    جلد : 1  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست