المقربين الذين يصلون بالنظر إلى ملكوت السماوات والأرض إلى مقام اليقين بأنه { هو الأول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم } [1] ، { وهو على كل شئ قدير } [2] ، فيوجهون وجوههم إلى الذي { فطر السماوات والأرض حنيفا } [3] ويعبدونه ويدعونه مخلصين له الدين ، وبعد أن يصيروا مخلصين يصرف الله عنهم السوء والفحشاء ، فيصيرون من المخلصين الذين يعجز الشيطان عن الاستيلاء على نفوسهم ، قال : { فبعزتك لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين } [4] . ثم بينت ( عليها السلام ) ما يتعلق بالقلوب من تضمينها بموصول هذه الكلمة ، وهو الفطرة التي فطر الله الناس عليها ، { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله } [5] ، وما يتعلق بالأفكار من إنارتها بمعقول هذه الكلمة ، فإن الأفكار التي استنارت بمعقولها من حقيقة النفي والإثبات خرجت من الظلمات إلى النور الذي قال سبحانه { الله نور السماوات والأرض } [6] ، فوصلت إلى مقام الشهود والشهادة ، { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم } [7] ، شهدوا بأنه الإله ( الممتنع من الأبصار رؤيته ) فهو قدوس عن الأشكال والأوضاع ، " ومن الألسن صفته " لأنه ليس له حد محدود ولا نعت موجود ، " ومن الأوهام كيفيته " فإن
[1] سورة الحديد : 3 . [2] سورة التغابن : 1 . [3] سورة الأنعام : 79 . [4] سورة ص : 81 - 82 . [5] سورة لقمان : 25 . [6] سورة النور : 35 . [7] سورة آل عمران : 18 .