قال إنه أبتر . ولقد أقامت الصديقة الحجة القاطعة للعذر على حقها على كل تقدير ، فلما منعت عن فدك وقالت إنها حقها الذي أعطاها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في حياته ، طولبت بالبينة ، مع أنها كانت ذات يد على المدعى به ، كما قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : بل كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء [1] ، وكان الخصم مدعيا ، والبينة على المدعي الذي يخالف قوله قاعدة اليد . ولو سلم الموضوع لطلب البينة منها ، فمرتبة البينة متأخرة عن العلم والإستبانة ، ولا يظن بمن كان له أدنى مرتبة من العلم والإيمان أن يحتمل في دعواها مخالفة الواقع ، مع أنها كما قالت عائشة : لم يكن أصدق لهجة منها إلا الذي ولدها [2] ، وشهد الله بطهارتها عن مطلق الرجس ، ونطق الكتاب والسنة بعصمتها [3] . ثم إنها جاءت بعلي ( عليه السلام ) وأم أيمن للشهادة على حقها ، فإذا كانت المدعية مثل هذه الصديقة ، والشاهد مثل هذا الصديق ، [4] فهل يعقل عدم حصول العلم
[1] نهج البلاغة ، رقم 45 من كتابه ( عليه السلام ) إلى عثمان بن حنيف . [2] ذخائر العقبى ص 44 ، المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 161 وفي التلخيص أيضا ، نظم درر السمطين ص 182 ، سير اعلام النبلاء ج 2 ص 131 ، حلية الأولياء ج 2 ص 42 ، سبل الهدى والرشاد ج 11 ص 47 ومصادر أخرى للعامة . بحار الأنوار ج 43 ص 68 . [3] راجع صفحة : 249 . [4] قد وصف ( عليه السلام ) بالصديق الأكبر حسب الروايات الكثيرة الواردة عن الفريقين ، نذكر بعضها : سنن ابن ماجة ج 1 ص 44 ، المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 112 ، مجمع الزوائد ج 9 ص 102 ، مصنف ابن أبي شيبة ج 7 ص 498 ، الآحاد والمثاني ج 1 ص 148 و 151 ، كتاب السنة ص 584 ، السنن الكبرى للنسائي ج 5 ص 107 ، خصائص أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ص 46 ، المعجم الكبير ج 6 ص 269 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 30 وج 13 ص 200 و 228 و 240 ، تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 33 و 40 و 41 و 42 ومصادر أخرى كثيرة جدا للعامة . بصائر الدرجات ص 73 باب 23 ح 2 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ج 2 ص 6 باب 30 ح 13 وج 2 ص 48 باب 31 ح 189 ، الخصال ص 402 ، الأمالي للصدوق ص 274 المجلس السابع والثلاثون ح 5 وص 285 و 772 ، كفاية الأثر ص 6 و 101 ، تهذيب الأحكام ج 6 ص 57 ، روضة الواعظين ص 116 ، مناقب أمير المؤمنين ج 1 ص 152 و 260 و 267 وموارد أخرى من هذا الكتاب ، المسترشد ص 215 و 291 و 332 ومصادر أخرى كثيره جدا للخاصة .