الخيل السوابق [1] . ومن تأمل في زهدها وزهد بعلها مما اتفقت عليه روايات الفريقين ، رأى أن احتجاجها وتظلمها في قضية فدك لم يكن لحطام الدنيا . ما تصنع بفدك من تطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ، وتصوم ثلاثة أيام على الماء ، مع بعلها وبنيها ، ويؤثرون على أنفسهم ويقولون : { إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا } [2] ، ويكتفي بعلها من الدنيا بطمريه ، ومن طعمه بقرصيه ، ويقول : ما أصنع بفدك وغير فدك [3] ؟ ! وإنما كان تظلمها لأجل ما ترى من تضييع الحق بالباطل ، بعدما قال الله تعالى : { وآت ذا القربى حقه } [4] ، والآية مدنية كما نص عليه أبو السعود في تفسيره [5] ، والنسفي في تفسيره [6] ، والرازي في تفسيره [7] والزمخشري في الكشاف [8] وغيرهم [9] ، وقد روي الفريقان عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاطمة ، فأعطاها فدكا [10] ، فكانت فدك هي الحق الذي أمر الله
[1] بحار الأنوار ج 43 ص 87 ، الدروع الواقية ص 274 ، وبتفاوت في تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 376 ، النهاية في غريب الحديث ج 4 ص 331 ، سنن ابن ماجة ج 2 ص 1391 . [2] سورة الانسان : 9 ، وراجع صفحة 305 . [3] نهج البلاغة ، رسائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) رقم 45 ، كتابه إلى عثمان بن حنيف . [4] سورة الإسراء : 26 . [5] تفسير أبي السعود ج 5 ص 154 . [6] تفسير النسفي ج 2 ص 895 . [7] التفسير الكبير ج 2 ص 145 . [8] تفسير الكشاف ج 2 ص 646 . [9] التسهيل في علوم التنزيل ج 1 ص 166 ، تفسير الحديث ترتيب السور حسب النزول ج 3 ص 351 ومصادر أخرى . [10] مسند أبي يعلى ج 2 ص 334 ، كنز العمال ج 3 ص 767 ، شواهد التنزيل ج 1 ص 438 إلى ص 444 يذكر أكثر من عشرة طرق لهذا الحديث وص 570 ، ينابيع المودة ج 1 ص 138 ، الدر المنثور ج 4 ص 177 ، الكامل ج 5 ص 190 ومصادر أخرى للعامة . الكافي ج 1 ص 543 ، دعائم الاسلام ج 1 ص 385 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ج 1 ص 233 باب 23 ح 1 ، الأمالي للصدوق ص 619 المجلس التاسع والسبعون ح 1 ، تهذيب الأحكام ج 4 ص 149 ، مناقب أمير المؤمنين ج 1 ص 159 ، المسترشد ص 501 ، شرح الأخبار ج 3 ص 27 ، تفسير العياشي ج 2 ص 287 ، تفسير القمي ج 2 ص 18 ، تفسير فرات الكوفي ص 239 و 322 ، تفسير التبيان ج 6 ص 469 وج 8 ص 253 ومصادر أخرى للخاصة .