وصيانته عن الضلال { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق } [1] ، والدعاء الذي في أم الكتاب يدعو به كل مسلم في كل صلاة هو { اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } [2] ، والرسول الذي يرى الفتن من بعده ، أشفق على أمته وأراد أن يصونهم عن الضلال بعد الهدى بكتاب يكون ضمانا لهم عن الضلال ، حيث قال : " أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده " ، وتعليق عدم الضلال على الكتاب يدل على حرمان الأمة - بفقد ذلك الكتاب - من أعظم النعم وهو الهداية ، وابتلائها بأكبر النقم وهو الضلالة ! السابع : مقولة " كتاب الله حسبنا " ، مخالفة للكتاب والسنة والإجماع والعقل : فإنها مخالفة للكتاب إذ لا يبقى مع هذا الكلام موضوع لوجوب إطاعة الرسول ، ولا للنهي عن معصيته في الآيات الكثيرة ، منها قوله تعالى : { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } [3] . ومخالفة للإجماع القطعي على وجوب اتباع السنة لما ورد في أبواب العلم وغيره ، فلو كان الكتاب كافيا لكان ما في الصحاح الست فضولا مستغنى عنه ، ومخالفة للإجماع القطعي من الرجوع إلى السنة . ومخالفة للعقل الحاكم بأنه لا يمكن استفادة تفاصيل الأحكام في العبادات والمعاملات والسياسات من شعار " عندنا كتاب الله حسبنا " . ويدل على وضوح الأمر ما صرح به أحد من كبار أئمة العامة وهو الذهبي ، أن
[1] سورة التوبة : 33 . [2] سورة الحمد : 5 و 6 . [3] سورة الحشر : 7 .