الحرمين أستاذ أبي حامد الغزالي رحمهما الله يتعجب ويقول : رأيت مجلدا في بغداد في يد صحاف فيه روايات خبر غدير خم مكتوب عليه : المجلدة الثامنة والعشرون من طرق قوله صلى الله عليه وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه . . ويتلوه المجلدة التاسعة والعشرون ! ) [1] . وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة علي ( عليه السلام ) بعد أن نقل حديث الغدير عن ابن عبد البر عن أبي هريرة ، والبراء بن عازب ، وزيد بن أرقم : ( وقد جمعه ابن جرير الطبري في مؤلف فيه أضعاف من ذكر ، وصححه ، واعتنى بجمع طرقه أبو العباس بن عقدة ، فأخرجه من حديث سبعين صحابيا أو أكثر ! ) [2] . ودلالة هذا الحديث واضحة على ولاية علي ( عليه السلام ) على الأمة ، وخلافته للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بلا فصل ، لأن لفظ ( المولى ) وإن استعمل في معان كثيرة ، لكن القرائن المقامية والمقالية تعين المقصود منه وأنه ولاية الأمر على الأمة ، وهذه بعض القرائن : 1 - قبل إعلان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولاية علي ( عليه السلام ) ، أخبر ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمته أنه راحل إلى ربه ، وأوصاهم بالكتاب والعترة ، وأكد أنهما لا يفترقان ، ثم قدم لهم عليا معلنا لهم ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) ، فالمقصود تعريف من يجب على الأمة التمسك به وبالقرآن لتصان عن الضلال . 2 - لا يناسب لحكمة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يأمر بإيقاف الألوف المؤلفة من الحجاج في الصحراء في حر الظهيرة ، ويأمرهم أن يصنعوا له منبرا من الأحجار وحدائج الإبل . . من أجل أن يعلن للمسلمين أن عليا مولاهم بمعنى محبهم وناصرهم ! بل
[1] ينابيع المودة ج 1 ص 114 . [2] تهذيب التهذيب ج 7 ص 339 .