المؤمنين ( عليه السلام ) ، لما قال : " لو شئت لرفعت رجلي هذه ، فضربت بها صدر بن أبي سفيان بالشام ، فنكسته عن سريره " ولا ينكرون تناول آصف وصي سليمان عرش بلقيس ، وإتيان سليمان به قبل أن يرتد إليه طرفه ، أليس نبينا ( صلى الله عليه وآله ) أفضل الأنبياء ووصيه ( عليه السلام ) أفضل الأوصياء ، أفلا جعلوه كوصي سليمان ، حكم الله بيننا وبين من جحد حقنا وأنكر فضلنا " [1] . فلا تقاس وزارته للرسول الأعظم ، وشد أزره ، والشركة في أمره ، وأخوته له ، واصلاحه في أمته ، وخلافته عنه بمن هو حائز لهذه المقامات ممن دون النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من آدم إلى عيسى بن مريم . ومن تأمل في حديث المنزلة ، وكان من أهل التدبر في الكتاب والتفقه في السنة يعلم بأن الفصل في الخلافة بين رسول الله ومن استخلفه الرسول عن نفسه في حياته ، مخالف لما حكم به العقل والكتاب والسنة . وفي الرواية التي اعترفوا بصحتها عن بكير بن مسمار قال : سمعت عامر بن سعد يقول : قال معاوية لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما : ما يمنعك أن تسب ابن أبي طالب ؟ قال فقال : لا أسب ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم . قال له معاوية : وما هن يا أبا إسحاق ؟ قال : لا أسبه ما ذكرت حين نزل عليه الوحي فأخذ عليا وابنيه وفاطمة فأدخلهم تحت ثوبه ثم قال : رب إن هؤلاء أهل بيتي ، ولا أسبه ما ذكرت حين خلفه في غزوة تبوك غزاها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : له علي خلفتني مع الصبيان والنساء ؟ قال : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي ، ولا أسبه ما ذكرت يوم خيبر وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله