ومن أمره أن يحكم بين الناس { إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله } [1] . ومن أمره أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فكان علي ( عليه السلام ) شريكا في أمر من هو ولي الأمر في نظام التكوين والتشريع . السادس ، الخلافة : فقد كان هارون خليفة موسى ( عليهما السلام ) على أمته ، فكذلك علي ( عليه السلام ) خليفة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على أمته بعده بلا فصل . إن الخليفة كما سنشير إليه فيما بعد [2] هو الوجود التنزيلي للمستخلف عنه الذي يسد خلأ وجوده عند فقده وغيبته ، ولا يقاس الوجود التنزيلي للخاتم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مع الوجود التنزيلي لأحد من الأنبياء ، بل لا يقاس خليفة الخاتم مع خليفة جميع الأنبياء ، لأن خليفة الخاتم قائم مقام من يكون آدم ومن دونه تحت لوائه ، فكيف يقاس ظل العرش بظل جميع ما هو دون العرش ، فيكون هارون خليفة لموسى ووجودا تنزيليا لمن قال الله سبحانه في شأنه : { وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا } [3] ويكون علي ( عليه السلام ) خليفة لخاتم النبيين ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ووجودا تنزيليا لمن قال سبحانه في شأنه : { ثم دنا فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى } [4] . وفي الصحيح عن أبان الأحمر ، قال الصادق ( عليه السلام ) : " يا أبان كيف ينكر الناس قول أمير
[1] سورة النساء : 105 . [2] راجع صفحة : 264 . [3] سورة مريم : 52 . [4] سورة النجم : 8 - 9 .