لسيدة نساء العالمين ، التي كانت بضعة منه ، ويريبه ما أرابها [1] ، في مثل هذه الحاجة الملحة لبنته التي هي أحب الخلق إليه ، إيثارا لفقراء أمته على مهجة قلبه . هكذا كانت سيرة الذي بعثه الله لأن يربي أمته بقوله تعالى { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة } [2] نماذج من تعامله وأخلاقه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يجلس على الأرض [3] . ويأكل مع العبيد ، ويسلم على الصبيان [4] . وكان يأكل أكلة العبد ، ويجلس جلسة العبد [5] . مرت به امرأة بدوية وكان يأكل وهو جالس على الأرض ، فقالت : يا محمد ، والله إنك لتأكل أكل العبد ، وتجلس جلوسه . فقال لها رسول الله : ويحك أي عبد أعبد مني ؟ [6] . وكان يرقع ثوبه [7] . ويحلب عنز أهله ، ويجيب دعوة الحر والعبد [8] .
[1] فضائل الصحابة ص 78 ، مسند أحمد ج 4 ، ص 328 ، صحيح البخاري ج 6 ص 158 وسيأتي بعض المصادر المذكورة في صفحة 193 . [2] سورة الحشر : 9 . [3] الأمالي للشيخ الطوسي ص 393 . [4] الأمالي للصدوق المجلس السابع عشر ح 2 ، ص 130 . [5] المحاسن ص 456 باب 51 ح 386 . [6] المحاسن ص 457 باب 51 ح 388 ، الكافي ج 2 ص 157 . [7] مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 146 . [8] المصدر السابق .