ويعود المرضى في أقصى المدينة [1] . ويجالس الفقراء ، ويؤاكل مع المساكين [2] . وكان إذا صافحه أحد لم يجر يده من يده حتى يتركها الآخر [3] . ويجلس حيث ينتهي به المجلس [4] . ولا يثبت بصره في وجه أحد [5] . يغضب لربه ولا يغضب لنفسه [6] . وأتاه رجل يكلمه فأرعد ، فقال له : هون عليك ، فلست بملك ، إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القد [7] . وقال خادمه أنس بن مالك : خدمت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تسع سنين ، فلم أعلمه قال لي قط هلا فعلت كذا وكذا ؟ ولا عاب علي شيئا قط [8] . بينا هو ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ذات يوم جالس في المسجد إذ جاءت جارية لبعض الأنصار وهو قائم ، فأخذت بطرف ثوبه ، فقام لها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فلم تقل شيئا ، ولم يقل لها النبي شيئا ، حتى فعلت ذلك ثلاث مرات ، فقام لها النبي في الرابعة وهي خلفه ، فأخذت هدبة من ثوبه ، ثم رجعت !
[1] المصدر السابق . [2] المصدر السابق . [3] مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 147 . [4] مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 146 . [5] المصدر السابق . [6] المصدر السابق . [7] مكارم الأخلاق ص 16 الفصل الثاني في نبذ من أحواله . [8] المصدر السابق .