بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم مقدّمة التحقيق الحمد للَّه ذي النعم السابغة ، والآلاء الوازعة ، والفضائل الجسيمة ، والمنن العظيمة ، والصلاة والسلام على علم الهدى ، والعروة الوثقى ، سراج الدجى ، ومن داست أقدامه بساط العلى ، أحمد الخضراء ، ومحمّد الغبراء ، صلوات اللَّه وسلامه عليه وآله ، غادية رائحة ، لا معدودة ولا ممنوعة ، دائمة غير مقطوعة ، وعلى صحبه محيي الشريعة ، الحافظين للوديعة ، ومن شايعه وتابعة واقتفى أثره وأئتمّ بعترته . واللعنة الدائمة المتواصلة المترادفة على أعدائهم ومخالفيهم وغاصبي حقوقهم ، والناصبين لهم الحرب ، حتى قيام القيامة ، وملامة النفس اللوّامة حيث ( لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً ) [1] . وبعد ، لا يخفى عليك أيها المؤمن بأنّ « خير الناس أنفع الناس للناس » و « العلماء باقون ما بقي الدهر ، أعيانهم مفقودة ، وأمثالهم في القلوب موجودة » و « مداد العلماء خير من دماء الشهداء » . فخير تركة خلَّفها لنا العلماء الأعلام آثارهم العظيمة ، وكتبهم القيّمة ، التي