ماهيّة الرسالة لا يخفى على العاقل اللبيب أنّ الشريعة الإسلامية السمحاء باعتبارها نظاما كاملا للحياة تعرّضت لكل الجوانب ، ووضعت حلولا لكل المشاكل التي تواجه الفرد والمجتمع . ويخطئ من يعتقد بأنّ الإسلام لم يعط أي أهمية للشؤون المادية ، ولم يعالج مشاكل المجتمع بشكل دقيق ومفصّل . ومن خلال المراجعة السريعة لمصدري التشريع الإسلامي - القرآن والسنّة - يتّضح جليّا زيف هذا الاعتقاد ، ويتبيّن لنا مدى اهتمام الشريعة الإسلامية بحقوق الفرد بشكل خاص ، والمجتمع بشكل عام . ومن الأمور التي عالجها التشريع الإسلامي المقدّس هي مسألة منجّزات المريض بقسميها : التبرعيّة ، وغير التبرعيّة . فتصرّفات المريض غير التبرعيّة الواقعة في مرض موته تحسب من أصل المال لا الثلث ، وليس للورثة أي دخل فيها ، وهذا ما اتفق عليه علماؤنا كافة . أما تصرفاته التبرعيّة الواقعة في مرض موته ، فقد اختلف علماؤنا فيها على رأيين : الأوّل : يذهب إلى احتسابها من أصل المال كالمنجّزات غير التبرعيّة ، وذهب إليه جمع من علمائنا منهم : الشيخ الكليني ، والشيخ الصدوق ، والشيخ المفيد ، والشيخ الطوسي .