responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كلمة التقوى نویسنده : الشيخ محمد أمين زين الدين    جلد : 1  صفحه : 380


ومن يهن الله فما له من مكرم ، إن الله يفعل ما يشاء ) .
إن العبد إذا آمن بجميع ذلك حق الايمان ، وقد مهد له العلم الحديث أن يؤمن ، وألزمه الفكر الواعي الحصيف أن يعترف ، ثم نظر في نفسه ورأى عناية الله به خاصة ، التي شملته قبل تكوينه وبعد وجوده ، والتي لا ينقطع عنه مددها ولا ينقص عطاؤها ، ولا يخرج عن إحاطتها به طرفة عين ، ولو قدر له أن يخرج عن حياطتها أو ينتهي عنه عطاؤها لما كان شيئا مذكورا .
ثم نظر في الصلاة نفسها ، فوجدها أحد مظاهر عناية الله به وكبرى المناهج التي أعدها له ليتكامل بها ويرتقي ، ويؤدي بها حق العبودية ، ويستمد بسببها من لطف الله ومن فضله ومدده ونوره ما يرتفع به إلى مصاف الأولياء الكاملين الواصلين .
وأي لطف أعظم من أن يأذن الإله العظيم الذي لا منتهى لعظمته ولا منتهى لجلاله وكبريائه ولا منتهى لغناه ، لعبده الضعيف الذي لا حد لضعفه ، في أن يقف بين يديه ، ويناجيه ويدعوه ويبثه شكواه ونجواه ، وينزل به رجاءه وحوائجه ومهماته ، وهو يسمع له ويستجيب ، ويكشف ضره ، ويزيده من الهدى ويزيده من العطاء ويزيده من النور والصفاء .
إن العبد إذا آمن بجميع هذه الحقائق حق الايمان واستشعرها في فكره وفي قلبه وفي مشاعره حق الاستشعار ، وكل هذه الحقائق جلي لا ريب فيه ، تهيأ له حضور القلب في صلاته وعباداته وبلغ الغاية التي يريدها من عبادته والتي أرادها الله له حين قدره وصوره وهداه ، ويسر له السبيل .
فيكون في وقوفه في صلاته بين حالين : رغبة في التقدم ليستزيد من عطاء ربه وخوف من التأخر بالخذلان والحرمان منه ، وفي حديث الإمام جعفر بن محمد ( ع ) : ( لا تجتمع الرغبة والرهبة في قلب إلا وجبت له الجنة ، فإذا صليت فاقبل بقلبك على الله عز وجل ، فإنه ليس من عبد مؤمن يقبل بقلبه على الله عز وجل ودعائه ، إلا أقبل الله عليه بقلوب المؤمنين وأيده مع مودتهم إياه بالجنة ) .

380

نام کتاب : كلمة التقوى نویسنده : الشيخ محمد أمين زين الدين    جلد : 1  صفحه : 380
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست