ما سيأتي في تحقيق معناها - هو الثلاثون يوما فإن شهرية الأيام بهلالها . وقد صح ما في بعض المعاجم [1] من أن الشهر أطلق أولا وبالذات على الهلال ثم توسعوا فيه فأطلقوه على الأيام . ويؤيد ذلك قوله تعالى : ( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ) [2] فجعل الأهلة مواقيت [3] . ثم إن ذكر ( الشهود ) فيه إلغاء للطرق العلمية والاعتماد على النظريات الفلكية والحساب ، وفيه نفي للاعتماد على الظن ونحوه في ثبوت الهلال ، كما أن الهيئة وزنة الماضي المفرد ( شهد ) توحي بلزوم فعلية الشهود وعدم كفاية التقدير والفرض . وسيأتي البحث عن جميع ذلك بشئ من التفصيل . ولا يوجب إسناد الشهود إلى الشهر المركب من الأيام المعدودة جعله بمعنى الحضور المقابل للسفر ، فإن الحضور غير الشهود وتؤيد
[1] جاء في المصباح : وقيل : الشهر الهلال ، سمي به لشهرته ووضوحه ثم سميت الأيام به . وفي اللسان : والشهر العدد من الأيام ، سمي بذلك لأنه يشهر بالقمر وفيه علامة ابتدائه وانتهائه . . . وسمي شهرا باسم الهلال إذا أهل والعرب تقول : رأيت الشهر أي رأيت هلاله وقال ذو الرمة : ( يرى الشهر قبل الناس وهو نحيل ) . وهذا يعني أن الهلال هو الأصل في تسمية الشهر . [2] سورة البقرة : 189 . [3] جاء في بعض الروايات تعابير نحو : ( فإذا خفي الشهر فأتموا العدة شعبان ثلاثين يوما ) فنسبة الخفاء من الشهر كنسبة الشهود فلاحظ .