responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتاوى الواضحة نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 592


أجمعين . وقد جعل الاسلام سبيل الله أحد مصارف الزكاة ، وأراد به الأنفاق خير الانسانية ومصلحتها . وحث على القتال في سبيل المستضعفين من بني الانسان وسماه قتالا في سبيل الله ( وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان ) سورة النساء آية 65 .
وإذا عرفنا إلى جانب ذلك أن العبادة تتطلب جهودا مختلفة من الانسان ، فأحيانا تفرض عليه جهدا جسديا فحسب كما في الصلاة ، وأحيانا جهدا نفسيا كما في الصيام ، وثالثة جهدا ماليا كما في الزكاة ، ورابعة جهدا غاليا على مستوى التضحية بالنفس أو المخاطرة بها كما في الجهاد . . .
إذا عرفنا ذلك استطعنا أن نستنتج عمق وسعة التدريب الروحي والنفسي ، الذي يمارسه الانسان من خلال العبادات المتنوعة . . . على القصد الموضوعي وعلى البذل والعطاء ، وعلى العمل من أجل هدف أكبر في كل الحقول المختلفة للجهد البشري .
وعلى هذا الأساس تجد الفرق الشاسع بين إنسان نشأ على بذل الجهد من أجل الله ، وتربى على أن يعمل بدون انتظار التعويض على ساحة العمل ، وبين انسان نشأ على أن يقيس العمل دائما بمدى ما يحققه من مصلحة ، ويقيمه على أساس ما يعود به عليه من منفعة ، ولا يفهم من هذا القياس والتقييم الا لغة الأرقام وأسعار السوق ، فان شخصا من هذا القبيل لن يكون في الأغلب الا تاجرا في ممارساته الاجتماعية مهما كان ميدانها ونوعها .
واهتماما من الاسلام بالتربية على القصد الموعي ، ربط دائما بين قيمة العمل ودوافعه ، وفصلها عن نتائجه . فليست قيمة العمل في الاسلام بما يحققه من نتائج ومكاسب وخير للعامل أو للناس أجمعين ، بل بما ينشأ العمل عنه من دوافع ومدى نظافتها وموضوعيتها وتجاوزها للذات . فمن يتوصل إلى اكتشاف دواء مرض خطير وينقذ بذلك الملايين من المرضى ، لا تقدر

592

نام کتاب : الفتاوى الواضحة نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 592
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست