responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتاوى الواضحة نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 588


وأوسع مغزى من تجربة الايمان في حياة الانسان ، الذي كان ظاهرة ملازمة للانسان منذ أبعد العصور وفي كل مراحل التاريخ . فأن هذا التلازم الاجتماعي المستمر يبرهن - تجريبيا - على أن النزوع إلى المطلق ، والتطلع إليه وراء الحدود التي يعيشها الانسان ، اتجاه أصيل في الانسان مهما اختلفت أشكال هذا النزوع ، وتنوعت طرائقه ودرجات وعيه .
ولكن الايمان كغريزة لا يكفي ضمانا لتحقيق الارتباط بالمطلق بصيغته الصالحة ، لأن ذلك يرتبط في الحقيقة بطريقة اشباع هذه الغريزة وأسلوب الاستفادة منها ، كما هي الحال في كل غريزة أخرى ، فان التصرف السليم في إشباعها على نحو مواز لسائر الغرائز والميول الأخرى ومنسجم معها هو الذي يكفل المصلحة النهائية للانسان ، كما أن السلوك وفقا لغريزة أو ضدها هو الذي ينمي تلك الغريزة ويعمقها أو يضمرها ويخنقها . فبذور الرحمة والشفقة تموت في نفس الانسان من خلال سلوك سلبي ، وتنمو في نفسه من خلال التعاطف العملي المستمر مع البائسين والمظلومين والفقراء .
ومن هنا كان لابد للايمان بالله والشعور العميق بالتطلع نحو الغيب والانشداد إلى المطلق ، لابد لذلك من توجيه يحدد طريقة اشباع هذا الشعور ومن سلوك يعمقه ويرسخه على نحو يتناسب مع سائر المشاعر الأصلية في الانسان .
وبدون توجيه قد ينتكس هذا الشعور ويمني بألوان الانحراف ، كما وقع بالنسبة إلى الشعور الديني غير الموجه في أكثر مراحل التاريخ .
وبدون سلوك معمق قد يضمر هذا الشعور ، ولا يعود الارتباط بالمطلق حقيقة فاعلة في حياة الانسان ، وقادرة على تفجير طاقاته الصالحة .
والدين الذي طرح شعار ( لا إله الا الله ) ، ودمج فيه بين الرفض والاثبات معا هو الموجه .

588

نام کتاب : الفتاوى الواضحة نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 588
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست