responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 82


ظلمكم في الدنيا ، وهل هذه حرف بمنزلة لام العلة أو ظرف والتعليل مستفاد من قوة الكلام لا من اللفظ ، فإنه إذا قيل : ضربته إذ أساء ، وأريد [ بإذ ] الوقت اقتضى ظاهر الحال أن الإساءة سبب الضرب ؟ قولان ، وإنما يرتفع السؤال على القول الأول ، فإنه لو قيل : ( لن ينفعكم اليوم وقت ظلمكم الاشتراك في العذاب ) لم يكن التعليل مستفادا ، لاختلاف زمني الفعلين ، ويبقى إشكال في الآية ، وهو أن إذ لا تبدل من اليوم لاختلاف الزمانين ، ولا تكون ظرفا لينفع ، لأنه لا يعمل في ظرفين ، ولا لمشتركون ، لان معمول خبر الأحرف الخمسة لا يتقدم عليها ولان معمول الصلة لا يتقدم على الموصول ، ولان اشتراكهم في الآخرة لا في زمن ظلمهم .
ومما حملوه على التعليل ( وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم ) ( وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ) وقوله :
120 - فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم * إذ هم قريش ، وإذ ما مثلهم بشر [ ص 363 و 517 و 600 ] وقول الأعشى :
121 - إن محلا وإن مرتحلا * وإن في السفر إذ مضوا مهلا [ ص 239 و 609 و 631 ] أي إن لنا حلولا في الدنيا وإن لنا ارتحالا عنها إلى الآخرة ، وإن في الجماعة الذين ماتوا قبلنا إمهالا لنا ، لانهم مضوا قبلنا وبقينا بعدهم ، وإنما يصح ذلك كله على القول بأن إذ التعليلية حرف كما قدمنا .
والجمهور لا يثبتون هذا القسم ، وقال أبو الفتح : راجعت أبا على مرارا في قوله تعالى : ( ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم ) الآية ، مستشكلا إبدال إذ من اليوم ، فآخر ما تحصل منه أن الدنيا والآخرة متصلتان ، وأنهما في حكم الله تعالى سواء ، فكأن اليوم ماض ، أو كأن إذ مستقبلة انتهى .

82

نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست