نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 138
< فهرس الموضوعات > في رب ست عشرة لغة < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > حرف السين المهملة ، السين المفردة ، حرف يختص بالمضارع ، ويخلصه للاستقبال ، ينزل منه منزلة الجزاء < / فهرس الموضوعات > وفى رب ست عشرة لغة : ضم الراء ، وفتحها ، وكلاهما مع التشديد والتخفيف ، والأوجه الأربعة مع تاء التأنيث ساكنة أو محركة ومع التجرد منها : فهذه اثنتا عشرة ، والضم والفتح مع إسكان الباء ، وضم الحرفين مع التشديد ومع التخفيف . حرف السين المهملة السين المفردة : حرف يختص بالمضارع ، ويخلصه للاستقبال ، وينزل منه منزلة الجزء ، ولهذا لم يعمل فيه مع اختصاصه به ، وليس مقتطعا من ( سوف ) خلافا للكوفيين ، ولا مدة الاستقبال معه أضيق منها مع سوف خلافا للبصريين ، ومعنى قول المعربين فيها ( حرف تنفيس ) حرف توسيع ، وذلك أنها نقلت [1] المضارع من الزمن الضيق - وهو الحال - إلى الزمن الواسع وهو الاستقبال ، وأوضح من عبارتهم قول الزمخشري وغيره ( حرف استقبال ) وزعم بعضهم أنها قد تأتى للاستمرار لا للاستقبال ، ذكر ذلك في قوله تعالى : ( ستجدون آخرين ) الآية ، واستدل عليه بقوله تعالى : ( سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم ) مدعيا أن ذلك إنما نزل بعد قولهم ( ما ولاهم ) قال : فجاءت السين إعلاما بالاستمرار لا بالاستقبال ، انتهى . وهذا الذي قاله لا يعرفه النحويون ، وما استند إليه من أنها نزلت بعد قولهم ( ما ولاهم ) غير موافق عليه ، قال الزمخشري : فإن قلت : أي فائدة في الاخبار بقولهم قبل وقوعه ؟ قلت : فائدته أن المفاجأة للمكروه أشد ، والعلم به قبل وقوعه أبعد عن الاضطراب إذا وقع ، انتهى . ثم لو سلم فالاستمرار إنما استفيد من المضارع ، كما تقول ( فلان يقرى الضيف ويصنع الجميل ) تريد أن ذلك دأبه ، والسين مفيدة للاستقبال ، إذ الاستمرار إنما يكون في المستقبل ، وزعم الزمخشري أنها إذا دخلت على فعل محبوب أو مكروه أفادت أنه واقع لا محالة ، ولم أر من فهم وجه ذلك ، ووجهه أنها تفيد الوعد