نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 253
لبشر أن ينصبه الله للدعاء إلى عبادته وترك الأنداد ، ثم يأمر الناس بأن يكونوا عبادا له ويأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا ، والثاني : أن تكون غير زائدة ، ووجهه بأن النبي عليه الصلاة والسلام كان ينهى قريشا عن عبادة الملائكة ، وأهل الكتاب عن عبادة عزير وعيسى ، فلما قالوا له : أنتخذك ربا ؟ قيل لهم : ما كان لبشر أن يستنبئه الله ثم يأمر الناس بعبادته وينهاهم عن عبادة الملائكة والأنبياء ، هذا ملخص كلامه ، وإنما فسر لا يأمر بينهى لأنها حالته عليه الصلاة والسلام ، وإلا فانتفاء الامر أعم من النهى والسكوت ، والمراد الأول وهي الحالة التي يكون بها البشر متناقضا ، لان نهيه عن عبادتهم لكونهم مخلوقين لا يستحقون أن يعبدوا ، وهو شريكهم في كونه مخلوقا ، فكيف يأمرهم بعبادته ؟ والخطاب في ( ولا يأمركم ) على القراءتين التفات . تنبيه - قرأ جماعة ( واتقوا فتنة لتصيبن الذين ظلموا ) وخرجها أبو الفتح على حذف ألف ( لا ) تخفيفا ، كما قالوا ( أم والله ) ولم يجمع بين القراءتين بأن تقدر لا في قراءة الجماعة زائدة ، لان التوكيد بالنون يأبى ذلك . ( لات ) : اختلف فيها في أمرين : أحدهما : في حقيقتها ، وفى ذلك ثلاثة مذاهب : أحدها : أنها كلمة واحدة فعل ماض ثم اختلف هؤلاء على قولين أحدهما : أنها في الأصل بمعنى نقص من قوله تعالى ( لا يلتكم من أعمالكم شيئا ) فإنه يقال : لات يليت كما يقال : ألت يألت ، وقد قرئ بهما ، ثم استعملت للنفي كما أن قل كذلك ، قاله أبو ذر الخشني . والثاني : أن أصلها ليس بكسر الياء ، فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، وأبدلت السين تاء . والمذهب الثاني : أنها كلمتان : لا النافية ، والتاء لتأنيث اللفظة كما في ثمت وربت ، وإنما وجب تحريكها لالتقاء الساكنين ، قاله الجمهور .
253
نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 253