نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 247
406 - فلا الجارة الدنيا بها تلحينها * [ ولا الضيف عنها إن أناح محول ] بل هو في الآية أسهل ، لعدم الفصل ، وهو فيهما سماعي ، والذي جوزه تشبيه لا النافية بلا الناهية ، وعلى هذا الوجه تكون الإصابة عامة للظالم وغيره ، لا خاصة بالظالمين كما ذكره الزمخشري ، لأنها قد وصفت بأنها لا تصيب الظالمين خاصة ، فكيف تكون مع هذا خاصة بهم ؟ والثاني أن الفعل جواب الامر ، وعلى هذا فيكون التوكيد أيضا خارجا عن القياس شاذا ، وممن ذكر هذا الوجه الزمخشري ، وهو فاسد ، لان المعنى حينئذ فإنكم إن تتقوها لا تصيب الذين ظلموا منكم خاصة ، وقوله إن التقدير إن أصابتكم لا تصيب الظالم خاصة مردود ، لان الشرط إنما يقدر من جنس الامر ، لا من جنس الجواب ، ألا ترى أنك تقدر في ( ائتني أكرمك ) إن تأتني أكرمك ، نعم يصح الجواب في قوله ( ادخلوا مساكنكم ) الآية ، إذ يصح : إن تدخلوا لا يحطمنكم ، ويصح أيضا النهى على حد ( لا أرينك ههنا ) وأما الوصف فيأتي مكانه هنا أن تكون الجملة حالا ، أي ادخلوها غير محطومين ، والتوكيد بالنون على هذا الوجه الأول سماعي ، وعلى النهى قياسي . ولا فرق في اقتضاء لا الطلبية للجزم بين كونها مفيدة للنهي سواء كان للتحريم كما تقدم ، أو للتنزيه نحو ( ولا تنسوا الفضل بينكم ) وكونها للدعاء كقوله تعالى ( ربنا لا تؤاخذنا ) وقول الشاعر : 407 - يقولون لا تبعدوهم يدفنونني * وأين مكان البعد إلا مكانيا ؟ وقول الآخر : 408 - فلا تشلل يد فتكت بعمرو * فإنك لن تذل ولن تضاما ويحتمل النهى والدعاء قول الفرزدق : 409 - إذا ما خرجنا من دمشق فلا نعد * لها أبدا ما دام فيها الجراضم أي العظيم البطن ، وكونها للالتماس كقولك لنظيرك غير مستعل عليه
247
نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 247