نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 206
يكون حالا من الفاعل ، ومثله ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد ) أي فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد يصنعون ، ثم حذف عاملها مؤخرا عنها وعن إذا ، كذا قيل ، والأظهر أن يقدر بين كيف وإذا ، وتقدر إذا خالية عن معنى الشرط ، وأما ( كيف وإن يظهروا عليكم ) فالمعني كيف يكون لهم عهد وحالهم كذا وكذا ، فكيف : حال من عهد ، إما على أن يكون تامة أو ناقصة وقلنا بدلالتها على الحدث ، وجملة الشرط حال من ضمير الجمع . وعن سيبويه أن كيف ظرف ، وعن السيرافي والأخفش أنها اسم غير ظرف ، وبنوا [1] على هذا الخلاف أمورا : أحدها : أن موضعها عند سيبويه نصب دائما ، وعندهما رفع مع المبتدأ ، نصب مع غيره . الثاني : أن تقديرها عند سيبويه : في أي حال ، أو على أي حال ، وعندهما تقديرها في نحو ( كيف زيد ) أصحيح زيد ، ونحوه ، ونحو ( كيف جاء زيد ) أراكبا جاء زيد ، ونحوه . والثالث : أن الجواب المطابق عند سيبويه أن يقال ( على خير ) ونحوه ، ولهذا قال رؤبة - وقد قيل له : كيف أصبحت ( خير عافاك الله ) أي على خير ، فحذف الجار وأبقى عمله ، فإن أجيب على المعنى دون اللفظ قيل : صحيح ، أو سقيم . وعندهما على العكس ، وقال ابن مالك ما معناه : لم يقل أحد إن كيف ظرف ، إذ ليست زمانا ولا مكانا ، ولكنها لما كانت تفسر بقولك على أي حال لكونها سؤالا عن الأحوال العامة سميت ظرفا ، لأنها في تأويل الجار والمجرور ، واسم الظرف يطلق عليهما مجازا ، اه . وهو حسن ، ويؤيده الاجماع على أنه يقال في البدل : كيف أنت ؟ أصحيح أم سقيم ، بالرفع ، ولا يبدل المرفوع من المنصوب .