نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 81
قولهم : هو لك على رأْس الثُّمَّةِ ، وبها سمي الرجل ثُمامة . والثُّمام : نبت ضعيف له خوص أَو شبيه بالخُوص ، وربما حُشِي به وسُدَّ به خَصاص البيوت ؛ قال الشاعر يصف ضعيف الثُّمام : ولو أَنّ ما أَبْقَيْت مِني مُعَلَّقٌ * بعُودِ ثُمامٍ ، ما تأَوَّدَ عُودُها وفي حديث عمر : اغْزوا والغَزْوُ حُلْوٌ خَضِر قبل أَن يصير ثُماماً ثم رُماماً ثم حُطاماً ؛ والثُّمام : نبت ضعيف قصير لا يطول ، والرُّمامُ : البالي ، والحُطامُ : المتَكسِّر المُتَفَتِّت ؛ المعنى : اغْزُوا وأَنتم تُنْصَرون وتُوفِّرُون غنائمكم قبل أَن يَهِنَ ويَضْعُف ويصير كالثُّمام . والثُّمام : ما يَبِس من الأَغْصان التي توضَع تحت النَّضَدِ . وبيتٌ مَثْمومٌ : مُغَطىًّ بالثُّمامِ ، وكذلك الوَطْب ، وهو على طَرَف الثُّمام أَي ممكن لا مُحال ؛ عن ابن الأَعرابي . الأَزهري : الثُّمامُ أَنواع : فمنها الضَّعَة ومنها الجَليلةُ ومنها الغَرَفُ ، وهو شبيه بالأَسَل وتُتَّخذ منه المَكانِس ويُظَلَّل به المَزاد فيُبَرِّد الماء . وشاة ثَمومٌ : تأْكل الثُّمامَ ، وقد قلنا إِنها التي تقلَع الشيء بفِيها . ابن السكيت : ثَمَّمْتُ العَظْم تَثْميماً ، وذلك إِذا كان عَنِتاً فأَبَنْتَه . والثَّمِيمةُ : التّامورةُ المشدودةُ الرأْس ، وهي الثِّفالُ وهي الإِبريقُ . وثَمَّ ، بفتح الثاء : إِشارة إلى المكان ؛ قال الله عز وجل : وإِذا رأَيت ثَمَّ رأَيت نَعيماً ؛ قال الزجاج : ثَمَّ يعني به الجَنَّة ، والعامل في ثمَّ معنى رأَيت ، المعنى وإِذا رميت ببصَرك ثَمَّ ؛ وقال الفراء : المعنى إِذا رأَيت ما ثَمَّ رأَيت نَعيماً ، وقال الزجاج : هذا غلط لأَن ما موصولة بقوله ثمّ على هذا التفسير ، ولا يجوز إِسقاط الموصول وتَرْكُ الصِّلة ، ولكن رأَيت متعدٍّ في المعنى إِلى ثَمَّ . وأَما قول الله عز وجل : فأَيْنَما تُوَلُّوا فثَمَّ وجْه الله ، فإِن الزجاج قال أَيضاً : ثَمَّ موضِعُه موضعُ نَصْب ، ولكنه مبني على الفتح ولا يجوز أَن يكون ثَمّاً زيدٌ [1] ، وإِنما بُنيَ على الفتح لالتقاء الساكنين . وثَمَّ في المكان : إِشارة إِلى مكان مُنْزاحٍ عنك ، وإِنما مُنِعَت ثَمَّ الإِعراب لإِبْهامها ، قال : ولا أَعلم أَحداً شرح ثَمَّ هذا الشرح ، وأَما هنا فهو إِشارة إِلى القريب منك . وثَمَّ : بمعنى هناك وهو للتبعيد بمنزلة هنا للتقريب . قال أَبو إِسحق : ثَمَّ في الكلام إِشارة بمنزلة هناك زيد ، وهو المكان البعيد منك ، ومُنِعت الإِعرابَ لإِبهامها وبَقِيت على الفتح لالتقاء الساكنين . وثَمَّتَ أَيضاً : بمعنى ثَمَّ . وثُمّ وثُمَّتَ وثُمَّتْ ، كلها : حرف نَسَق والفاء في كل ذلك بدل من الثاء لكثرة الاستعمال . الليث : ثُمَّ حرف من حروف النَّسَق لا يُشَرِّك ما بعدَها بما قبلها إِلا أَنها تبيّن الآخر من الأَوّل ، وأَما قوله : خلَقكم من نفسٍ واحدةٍ ثم جعَل منها زَوْجَها ، والزَّوْج مخلوق قبل الولد ، فالمعنى أَن يُجْعَل خلْقُه الزوجَ مردوداً على واحدةٍ ، المعنى خلقها واحدة ثم جعل منها زَوْجَها ، ونحو ذلك قال الزجاج ، قال : المعنى خلقكم من نفسٍ خلقها واحدة ثمَّ جعل منها زَوجَها أَي خلق منها زوجَها قبلكم ؛ قال : وثُمَّ لا تكون في العُطوف إِلَّا لشيء بعد شيء ، والعرب تزيد في ثُمَّ شاءً تقول فعلت كذا وكذا ثُمَّت فعلت كذا ؛ وقال الشاعر : ولقد أَمُرُّ على اللَّئِيم يَسُبُّني ، * فمضَيْت ثُمَّت قلت : لا يَعْنِيني وقال الشاعر :
[1] 1 قوله [ ولا يجوز أن يكون ثماً زيد ] هكذا في الأصل ولعله ولا يجوز أن تقول ثماً زيد .
81
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 81