نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 57
واستقامَتُه ومعرِفته ؛ وأَنشد في مثله : تَفَرَّقَتِ المَخاضُ على يسارٍ ، * فما يَدْرِي أَيُخْثِرُ أَم يُذِيبُ وأَمرٌ مُبْهَمِ : لا مَأْتَى له . واسْتَبْهَم الأَمْرُ إذا اسْتَغْلَق ، فهو مُسْتَبْهِم . وفي حديث عليّ : كان إذا نَزَل به إحْدى المُبْهَمات كَشَفَها ؛ يُريدُ مسألةً مُعضِلةً مُشْكِلة شاقَّة ، سمِّيت مُبْهَمة لأَنها أُبْهِمت عن البيان فلم يُجْعل عليها دليل ، ومنه قيل لِما لا يَنْطِق بَهِيمة . وفي حديث قُسّ : تَجْلُو دُجُنَّاتِ [1] . الدَّياجي والبُهَم ؛ البُهَم : جمع بُهْمَة ، بالضم ، وهي مُشكلات الأُمور . وكلام مُبْهَم : لا يعرَف له وَجْه يؤتى منه ، مأخوذ من قولهم حائط مُبْهَم إذا لم يكن فيه بابٌ . ابن السكيت : أَبْهَمَ عليّ الأَمْرَ إذا لم يَجعل له وجهاً أَعرِفُه . وإبْهامُ الأَمر : أَن يَشْتَبه فلا يعرَف وجهُه ، وقد أَبْهَمه . وحائط مُبْهَم : لا باب فيه . وبابٌ مُبْهَم : مُغلَق لا يُهْتَدى لفتحِه إذا أُغْلِق . وأبْهَمْت البابَ : أَغلَقْته وسَدَدْته . وليلٌ بَهيم : لا ضَوء فيه إلى الصَّباح . وروي عن عبد الله بن مسعود في قوله عز وجل : إن المُنافِقين في الدَّرْك الأَسْفَل من النار ، قال : في تَوابيت من حديدٍ مُبْهَمةٍ عليهم ؛ قال ابن الأَنباري : المُبْهَة التي لا أَقْفالَ عليها . يقال : أَمرٌ مُبْهَم إذا كان مُلْتَبِساً لا يُعْرَف معناه ولا بابه . غيره : البَهْمُ جمع بَهْمَةٍ وهي أَولادُ الضأْن . والبَهْمة : اسم للمذكَّر والمؤنث ، والسِّخالُ أَولادُ المَعْزَى ، فإذا اجتمع البهامُ والسِّخالُ قلت لهما جميعاً بهامٌ وبَهْمٌ أَيضاً ؛ وأَنشد الأَصمعي : لو أَنَّني كنتُ ، من عادٍ ومِن إرَمٍ ، * غَذِيَّ بَهْمٍ ولُقْماناً وذا جَدَنِ لأَنَّ الغَذِيَّ السَّخلة ؛ قال ابن بري : قول الجوهري لأَن الغَذِيَّ السَّخْلة وَهَم ، قال : وإِنما غَذِيُّ بَهْمٍ أَحدُ أَمْلاك حِمْير كان يُغَذّى بلُحوم البَهْم ، قال وعليه قول سلمى بن ربيعة الضبّيّ : أَهلَك طَسْماً ، وبَعْدَهم * غَذِيَّ بَهْمٍ وذا جَدَنِ قال : ويدل على ذلك أَنه عطف لُقْماناً على غَذِيَّ بَهْمٍ ، وكذلك في بيت سلمى الضبيّ ، قال : والبيت الذي أَنشده الأَصمعي لأَفْنون التغلبي ؛ وبعده : لَمَا وَفَوْا بأَخِيهم من مُهَوّلةٍ * أَخا السُّكون ، ولا جاروا عن السَّنَنِ وقد جَعل لَبيد أَولادَ البقر بِهاماً بقوله : والعينُ ساكنةٌ على أَطلائِها * عُوذاً ، تأَجَّل بالفَضاء بِهامُها ويقال : هُم يُبَهِّمُون البَهْمَ تَبْهِيماً إذا أَفرَدُوه عن أُمَّهاته فَرَعَوْه وحْدَه . الأَخفش : البُهْمَى لا تُصْرَف . وكلُّ ذي أَربع من دوابِّ البحر والبرّ يسمَّى بَهِيمة . وفي حديث الإِيمان والقَدَر : وترى الحُفاةَ العُراة رِعاءَ الإِبل والبَهْم يَتطاوَلون في البُنْيان ؛ قال الخطابي : أَراد بِرِعاءِ الإِبِل والبَهْم الأَعْرابَ وأَصحابَ البَوادي الذين يَنْتَجِعون مواقعَ الغَيْث ولا تَسْتَقِرُّ بهم الدار ، يعني أن البلاد تفتَح
[1] قوله [ تجلو دجنات ] هكذا في الأَصل والنهاية بالتاء ، وفي مادة دجن من النهاية : يجلو دجنات بالياء .
57
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 57