نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 511
استغنوا عن تكسيره بالواو والنون ؛ وإنه لكَرِيم من كَرائم قومه ، على غير قياس ؛ حكى ذلك أَبو زيد . وإنه لَكَرِيمة من كَرائم قومه ، وهذا على القياس . الليث : يقال رجل كريم وقوم كَرَمٌ كما قالوا أَديمٌ وأَدَمٌ وعَمُود وعَمَدٌ ، ونسوة كَرائم . ابن سيده وغيره : ورجل كَرَمٌ : كريم ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث ، تقول : امرأَة كَرمٌ ونسوة كَرَم لأَنه وصف بالمصدر ؛ قال سعيد بن مسحوح [1] الشيباني : كذا ذكره السيرافي ، وذكر أَيضاً أنه لرجل من تَيْم اللَّات بن ثعلبة ، اسمه عيسى ، وكان يُلَوَّمُ في نُصرة أَبي بلال مرداس بن أُدَيَّةَ ، وأَنه منعته الشفقة على بناته ، وذكر المبرد في أَخبار الخوارج أَنه لأَبي خالد القَناني فقال : ومن طَريف أَخبار الخوارج قول قَطَرِيِّ بن الفُجاءة المازِني لأَبي خالد القَناني : أَبا خالدٍ إنْفِرْ فلَسْتَ بِخالدٍ ، * وما جَعَلَ الرحمنُ عُذْراً لقاعِدِ أَتَزْعُم أَنَّ الخارِجيَّ على الهُدَى ، * وأنتَ مُقِيمٌ بَينَ راضٍ وجاحِدِ ؟ فكتب إليه أَبو خالد : لَقدْ زادَ الحَياةَ إليَّ حُبّاً * بَناتي ، أَنَّهُنَّ من الضِّعافِ مخافةَ أنْ يَرَيْنَ البُؤسَ بَعْدِي ، * وأنْ يَشْرَبْنَ رَنْقاً بعدَ صافِ وأنْ يَعْرَيْنَ ، إنْ كُسِيَ الجَوارِي ، * فَتَنْبُو العينُ عَن كَرَمٍ عِجافِ ولَوْلا ذاكَ قد سَوَّمْتُ مُهْري ، * وفي الرَّحمن للضُّعفاءِ كافِ أَبانا مَنْ لَنا إنْ غِبْتَ عَنَّا ، * وصارَ الحيُّ بَعدَك في اخْتِلافِ ؟ قال أَبو منصور : والنحويون ينكرون ما قال الليث ، إنما يقال رجل كَرِيم وقوم كِرام كما يقال صغير وصغار وكبير وكِبار ، ولكن يقال رجل كَرَم ورجال كَرَم أي ذوو كَرَم ، ونساء كَرَم أي ذوات كرَم ، كما يقال رجل عَدْل وقوم عدل ، ورجل دَنَفٌ وحَرَضٌ ، وقوم حَرَضٌ ودَنَفٌ . وقال أَبو عبيد : رجل كَرِيم وكُرَامٌ وكُرَّامٌ بمعنى واحد ، قال : وكُرام ، بالتخفيف ، أبلغ في الوصف وأكثر من كريم ، وكُرّام ، بالتشديد ، أَبلغ من كُرَام ، ومثله ظَرِيف وظُراف وظُرَّاف ، والجمع الكُرَّامون . وقال الجوهري : الكُرام ، بالضم ، مثل الكَرِيم فإذا أفرط في الكرم قلت كُرّام ، بالتشديد ، والتَّكْرِيمُ والإِكْرامُ بمعنى ، والاسم منه الكَرامة ؛ قال ابن بري : وقال أَبو المُثَلم : ومَنْ لا يُكَرِّمْ نفْسَه لا يُكَرَّم [2] ابن سيده : قال سيبويه ومما جاء من المصادر على إضمار الفعل المتروك إظهاره ولكنه في معنى التعجب قولك كَرَماً وصَلَفاً ، كأَنه يقول أَكرمك الله وأَدام لك كَرَماً ، ولكنهم خزلوا الفعل هنا لأَنه صار بدلاً من قولك أَكْرِمْ به وأَصْلِف ، ومما يخص به النداء قولهم يا مَكْرَمان ؛ حكاه الزجاجي ، وقد حكي في غير النداء فقيل رجل مَكْرَمان ؛ عن أَبي العميثل الأَعرابي ؛ قال ابن سيده : وقد حكاها أَيضاً أَبو حاتم . ويقال للرجل يا مَكرمان ، بفتح الراء ، نقيض قولك يا مَلأَمان من اللُّؤْم والكَرَم . وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم : أَن رجلاً أَهدى إليه راوية خمر فقال : إن الله حَرَّمها ، فقال الرجل : أَفلا أُكارِمُ بها يَهودَ ؟ فقال : إن الذي حرَّمها حرَّم أن يُكارَم بها ؛ المُكارَمةُ : أَن تُهْدِيَ لإِنسانٍ شيئاً
[1] قوله [ مسحوح ] كذا في الأَصل بمهملات وفي شرح القاموس بمعجمات . [2] هذا الشطر لزهير من معلقته .
511
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 511