نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 480
فارْضَوْا بما قَسَمَ المَلِيكُ ، فإِنما * قَسَمَ المَعِيشةَ بيننا قَسَّامُها [1] عنى بالمليك الله عز وجل . الليث : يقال قَسَمْت الشيء بينهم قَسْماً وقِسْمة . والقِسْمة : مصدر الاقْتِسام . وفي حديث قراءة الفاتحة : قَسَمْت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ؛ أَراد بالصلاة ههنا القراءة تسمية للشيء ببعضه ، وقد جاءت مفسرة في الحديث ، وهذه القِسْمة في المعنى لا اللفظ لأَن نصف الفاتحة ثناء ونصفها مَسْأَلة ودُعاء ، وانتهاء الثناء عند قوله : إِياك نعبد ، وكذلك قال في إِياك نستعين : هذه الآية بيني وبين عبدي . والقُسامة : ما يَعْزِله القاسم لنفسه من رأْس المال ليكون أَجْراً له . وفي الحديث : إِياكم والقُسامة ، بالضم ؛ هي ما يأْخذه القَسَّام من رأْس المال عن أُجرته لنفسه كما يأْخذ السماسرة رَسماً مرسُوماً لا أَجراً معلوماً ، كتواضُعهم أَن يأْخذوا من كل أَلف شيئاً معيناً ، وذلك حرام ؛ قال الخطابي : ليس في هذا تحريم إِذا أَخذ القَسّام أُجرته بإِذن المقسوم لهم ، وإِنما هو فيمن وَلِيَ أَمر قوم فإِذا قسم بين أَصحابه شيئاً أَمسك منه لنفسه نصيباً يستأْثر به عليهم ، وقد جاء في رواية أُخرى : الرجل يكون على الفِئام من الناس فيأْخذ من حَظَّ هذا وحظ هذا . وأَما القِسامةُ ، بالكسر ، فهي صنعة القَسَّام كالجُزارة والجِزارة والبُشارة والبِشارة . والقُسامةُ : الصَّدقة لأَنها تُقسم على الضعفاء . وفي الحديث عن وابِصة : مثَلُ الذي يأْكل القُسامة كمثل جَدْيٍ بَطنُه مملوء رَضْفاً ؛ قال ابن الأَثير : جاء تفسيرها في الحديث أَنها الصدقة ، قال : والأَصل الأَوَّل . ابن سيده : وعنده قَسْمٌ يَقْسِمه أَي عَطاء ، ولا يجمع ، وهو من القِسْمة . وقسَمَهم الدَّهر يَقْسِمهم فتَقَسَّموا أَي فَرَّقهم فتَفَرَّقوا ، وقَسَّمَهم فرَّقهم قِسْماً هنا وقِسماً هنا . ونَوىً قَسُومٌ : مُفَرِّقة مُبَعَّدة ؛ أَنشد ابن الأَعرابي : نَأَتْ عن بَناتِ العَمِّ وانقَلَبَتْ بها * نَوىً ، يَوْم سُلَّانِ البَتِيلِ ، قَسوم [2] أَي مُقَسِّمة للشَّمْل مُفَرِّقة له . والتقْسِيم : التفريق ؛ وقول الشاعر يذكر قِدْراً : تُقَسِّم ما فيها ، فإِنْ هِي قَسَّمَتْ * فَذاكَ ، وإِن أَكْرَتْ فعن أَهلِها تُكْري قال أَبو عمرو : قَسَّمت عَمَّت في القَسْم ، وأَكْرَتْ نَقَصَتْ . ابن الأَعرابي : القَسامةُ الهُدنة بين العدو والمسلِمين ، وجمعها قَسامات ، والقَسم الرَّأْي ، وقيل : الشكُّ ، وقيل : القَدَرُ ؛ وأَنشد ابن بري في القَسْم الشَّكِّ لعدي بن زيد : ظِنّة شُبِّهتْ فأَمْكَنَها القَسْمُ * فأَعدَتْه ، والخَبِيرُ خبِيرُ وقَسَم أَمرَه قَسْماً : قَدَّره ونَظَر فيه كيف يفعل ، وقيل : قَسَمَ أَمرَه لم يدر كيف يَصنع فيه . يقال : هو يَقْسِم أَمره قَسْماً أَي يُقَدِّره ويُدَبِّره ينظر كيف يعمل فيه ؛ قال لبيد : فَقُولا له إِن كان يَقْسِمُ أَمْرَه : * أَلَمَّا يَعِظْكَ الدَّهْرُ ؟ أُمُّكَ هابِلُ ويقال : قَسَمَ فلان أَمره إِذا مَيَّل فيه أَن يفعله أَو لا يفعله . أَبو سعيد : يقال تركت فلاناً يَقْتَسِم أَي يفكر ويُرَوِّي بين أَمرين ، وفي موضع آخر : تركت فلاناً يَسْتَقْسِم بمعناه . ويقال : فلان جَيِّد القَسْمِ
[1] رواية المعلقة : فاقنع بما قسم المليكُ ، فإنما قسم الخلائقَ بيننا عَلامُها . [2] قوله [ وانقلبت ] كذا في الأصل ، والذي في المحكم : وانفلتت .
480
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 480