نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 463
يتَقَحَّم جرَاثِيمَ جهنم فلْيَقْضِ في الجَدِّ أي يرمي بنفسه في مَعاظِم عذابها . وفي حديث ابن مسعود : مَنْ لَقِيَ الله لا يُشرك به شيئاً غَفر له المُقْحِماتِ أي الذنوبَ العِظامِ التي تُقْحِمُ أَصحابها في النار أي تُلقيهم فيها . وفي التنزيل : فلا اقْتَحَم العقبةَ ؛ ثم فسر اقْتِحامَها فقال : فَكَّ رقَبةً أَو أَطْعَمَ ، وقرئ : فَكُّ رقبةٍ أَو إطْعامٌ ، ومعنى فلا اقتحمَ العقبة أي فلا هو اقتحم العقبة ، والعرب إذا نفت بلا فِعْلاً كررتها كقوله : فلا صَدَّق ولا صَلَّى ، ولم يكررها ههنا لأَنه أَضمر لها فعلاً دل عليه سياق الكلام كأَنه قال : فلا أَمن ولا اقْتَحَمَ العقبة ، والدليل عليه قوله : ثم كان من الذين آمنوا . واقتحمَ النجمُ إذا غاب وسَقط ؛ قال ابن أَحمر : أُراقِبُ النجمَ كأَني مُولَع ، * بحيْثُ يَجْري النجمُ حتى يقْتَحِم أي يسقط ؛ وقال جرير في التقدم : همُ الحامِلونَ الخَيلَ حتى تقَحَّمَت * قَرابِيسُها ، وازدادَ مَوجاً لُبُودها والقُحَمُ : الأُمور العِظام التي لا يَركبها كل أَحد . وللخصومة قُحَم أَي أَنها تَقْحَمُ بصاحبها على ما لا يريده . وفي حديث عليّ ، كرم الله وجهه : أَنه وكَّلَ عبدَ الله بن جعفر بالخُصومة ، وقال : إن للخُصومةِ قُحَماً ، وهي الأُمور العظام الشاقة ، واحدتها قُحْمةٌ ، قال أَبو زيد الكلابي : القُحَم المَهالك ؛ قال أَبو عبيد : وأَصله من التَّقَحُّم ، ومنه قُحْمة الأَعْراب ، وهو كله مذكور في هذا الفصل ؛ وقال ذو الرمة يصف الإِبل وشدة ما تلقى من السير حتى تُجْهِض أَولادها : يُطَرِّحْنَ بالأَوْلادِ أَو يَلْتَزمْنها ، * على قُحَمٍ ، بينَ الفَلا والمَناهِل وقال شمر : كل شاقّ صَعْب من الأُمور المُعضِلة والحروب والديون فهي قُحَم ؛ وأَنشد لرؤْبة : مِنْ قُحَمِ الدَّيْنِ وزُهْدِ الأَرْفاد قال : قُحَمُ الدين كثرته ومَشقَّته ؛ قال ساعدة بن جؤية : والشَّيْبُ داءٌ نَحِيسٌ ، لا دواءَ له * للمَرءِ كان صَحيحاً صائِبَ القُحَمِ يقول : إذا تقَحَّمَ في أَمر لم يَطِش ولم يُخْطِئ ؛ قال : وقال ابن الأَعرابي في قوله : قومٌ إذا حارَبوا ، في حَرْبِهم قُحَمُ قال : إقدام وجُرأَة وتقَحُّم ، وقال في قوله : مَن سرَّه أَن يتَقَحَّم جَراثِيمَ جهنم ؛ قال شمر : التَّقحُّم التقدُّم والوُقوعُ في أُهْوِيّة وشدّة بغير روية ولا تثبت ؛ وقال العجاج : إذا كُلِي واقْتُحِمَ المَكْلِيُّ يقول : صُرِعَ الذي أُصِيبت كُلْيَتُه . وقُحَمُ الطريق : ما صَعُبَ منها . واقْتَحَم المنزل : هَجَمه . واقْتَحم الفَحْلُ الشَّوْلَ : اهْتَجَمها من غير أَن يُرْسَلَ فيها . الأَزهري : المَقاحِيمُ من الإِبل التي تَقْتَحِم فتَضْرب الشول من غير إرسال فيها ، والواحد مِقْحام ؛ قال الأَزهري : هذا من نعت الفُحول . والإِقْحامُ : الإِرْسال في عجلة . وبعير مُقْحَم : يذهب في المفازة من غير مُسِيم ولا سائق ؛ قال ذو الرمة : أو مُقْحَم أَضْعفَ الإِبْطانَ حادِجُه ، * بالأَمْسِ ، فاسْتَأْخَرَ العِدْلان والقتَبُ قال : شبَّه به جَناحَي الظليم . وأَعْرابي مُقْحَم : نشأَ في البَدْو والفَلوَات لم يُزايِلها . وقَحَم المنازل : طَواها ؛ وقول عائذ بن منقذ العَنْبري أَنشده ابن الأَعرابي :
463
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 463