responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور    جلد : 1  صفحه : 31


سَبَب لتصرُّفه ، وسنذكره أَيضاً في المعتل .
الجوهري : وقولهم وَيْلِمِّه ، ويريدون وَيْلٌ لأُمّه فحذف لكثرته في الكلام .
قال ابن بري : وَيْلِمِّه ، مكسورة اللام ، شاهده قول المنتخل الهذلي يَرْثي ولده أُثَيلة :
وَيْلِمِّه رجلَا يأْتي به غَبَناً ، * إذا تَجَرَّد لا خالٌ ولا بَخِلُ الغَبَنُ : الخَديعةُ في الرأْي ، ومعنى التَّجَرُّد ههنا التَّشْميرُ للأَمرِ ، وأَصْله أن الإِنسان يَتجرَّد من ثيابه إذا حاوَل أَمْراً .
وقوله : لا خالٌ ولا بَخِل ، الخالُ : الاختيال والتَّكَبُّر من قولهم رجل فيه خالٌ أي فيه خُيَلاء وكِبْرٌ ، وأما قوله : وَيْلِمِّه ، فهو مَدْح خرج بلفظ الذمِّ ، كما يقولون : أَخْزاه الله ما أَشْعَرَه ولعَنه الله ما أَسْمَعه قال : وكأَنهم قَصَدوا بذلك غَرَضاً مَّا ، وذلك أَن الشيء إذا رآه الإِنسان فأَثْنى عليه خَشِيَ أَن تُصِيبه العين فيَعْدِل عن مَدْحه إلى ذمّه خوفاً عليه من الأَذيَّةِ ، قال : ويحتمل أيضاً غَرَضاً آخر ، وهو أن هذا الممدوح قد بلَغ غاية الفَضْل وحصل في حَدّ من يُذَمُّ ويُسَب ، لأَن الفاضِل تَكْثُر حُسَّاده وعُيّابه والناقِص لا يُذَمُّ ولا يُسَب ، بل يَرْفعون أنفسَهم عن سَبِّه ومُهاجاتِه ، وأَصْلُ وَيْلِمِّه وَيْلُ أُمِّه ، ثم حذفت الهمزة لكثرة الاستعمال وكَسَروا لامَ وَيْل إتْباعاً لكسرة الميم ، ومنهم من يقول : أصله وَيلٌ لأُمِّه ، فحذفت لام وَيْل وهمزة أُمّ فصار وَيْلِمِّه ، ومنهم من قال : أَصله وَيْ لأُمِّه ، فحذفت همزة أُمّ لا غير .
وفي حديث ابن عباس أنه قال لرجل : لا أُمَّ لك ؛ قال : هو ذَمٌّ وسَبٌّ أي أنت لَقِيطٌ لا تُعْرف لك أُمٌّ ، وقيل : قد يقَع مَدْحاً بمعنى التعَجُّب منه ، قال : وفيه بُعدٌ .
والأُمُّ تكون للحيَوان الناطِق وللموات النامِي كأُمّ النَّخْلة والشجَرة والمَوْزَة وما أَشبه ذلك ؛ ومنه قول ابن الأَصمعي له : أنا كالمَوْزَة التي إنما صَلاحُها بمَوْت أُمِّها .
وأُمُّ كل شيء : أَصْلُه وعِمادُه ؛ قال ابن دُريَد : كل شيء انْضَمَّت إليه أَشياء ، فهو أُمٌّ لها .
وأُم القوم : رئيسُهم ، من ذلك ؛ قال الشنْفَرى :
وأُمِ عِيال قد شَهِدْتُ تَقُوتُهُمْ يعني تأَبط شرّاً .
وروى الرَّبيعُ عن الشافعي قال : العرب تقول للرجل يَلِي طَعام القَوْم وخِدْمَتَهم هو أُمُّهم ؛ وأَنشد للشنفرى :
وأُمِّ عِيال قد شَهدت تَقُوتُهُمْ ، * إذا أَحْتَرَتْهُم أَتْفَهَتْ وأَقَلَّتِ [1] وأُمُّ الكِتاب : فاتِحَتُه لأَنه يُبْتَدَأُ بها في كل صلاة ، وقال الزجاج : أُمُّ الكتاب أَصْلُ الكتاب ، وقيل : اللَّوْحُ المحفوظ .
التهذيب : أُمُّ الكتاب كلُّ آية مُحْكَمة من آيات الشَّرائع والأَحْكام والفرائض ، وجاء في الحديث : أنَّ أُم الكِتاب هي فاتحة الكتاب لأَنها هي المُقَدَّمة أَمامَ كلِّ سُورةٍ في جميع الصلوات وابْتُدِئ بها في المُصْحف فقدِّمت وهي [2] . . . القرآن العظيم .
وأَما قول الله عز وجل : وإنه في أُمِّ الكتاب لَدَيْنا ، فقال : هو اللَّوْح المَحْفوظ ، وقال قَتادة : أُمُّ الكتاب أَصْلُ الكِتاب .
وعن ابن عباس : أُمُّ الكِتاب القرآن من أَوله إلى آخره .
الجوهري : وقوله تعالى : هُنَّ أُمُّ الكِتاب ، ولم يقل أُمَّهات لأَنه على الحِكاية كما يقول الرجل ليس لي مُعين ، فتقول : نحن مُعِينك فتَحْكِيه ، وكذلك قوله تعالى :



[1] قوله [ وأم عيال قد شهدت ] تقدم هذا البيت في مادة حتر على غير هذا الوجه وشرح هناك .
[2] هنا بياض في الأَصل .

31

نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست