responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور    جلد : 1  صفحه : 294


أَنه دخل في باب السَّلامَةِ حتى يَسْلَمَ المؤمنون من بَوائقه .
وفي الحديث : المُسْلِمُ أخو المُسْلِمِ لا يظلمه ولا يُسْلِمُه .
قال ابن الأَثير : يقال أَسْلَمَ فلانٌ فلاناً إِذا أَلقاه في الهَلَكَة ولم يَحْمِه من عدوِّه ، وهو عامٌّ في كل مَنْ أَسْلَمَ إِلى شيء ، لكن دخله التخصيص وغلب عليه الإِلقاء في الهَلَكَةِ ، ومنه الحديث : إِني وهبت لخالتي غلاماً فقلت لها : لا تُسْلِميه حَجَّاماً ولا صائغاً ولا قَصَّاباً أَي لا تعطيه لمن يعلِّمه إِحدى هذه الصنائع ، قال ابن الأَثير : إِنما كره الحَجَّامَ والقَصَّاب لأَجل النجاسة التي يباشرانها مع تعذر الاحتراز ، وأَما الصائغ فيما يدخل صنعته من الغش ، ولأَنه يصوغ الذهب والفضة ، وربما كان عنده آنيةٌ أَو حَلْيٌ للرجال ، وهو حرام ، ولكثرة الوعد والكذب في نجاز ما يُسْتَعْمَلُ عنده .
وفي الحديث : ما من آدمي إِلَّا ومعه شيطان ، قيل : ومعك ؟ قال : نعم ولكن اللَّه أَعانني عليه فأَسْلَمَ ، وفي رواية : حتى أَسْلَم أَي انقاد وكَفَّ عن وَسْوَسَتي ، وقيل : دخل في الإِسْلام فَسَلِمْتُ من شره ، وقيل : إِنما هو فأَسْلَمُ ، بضم الميم ، على أَنه فعل مستقبل أَي أَسْلَمُ أَنا منه ومن شره ، ويشهد للأَول الحديث الآخر : كان شيطانُ آدَمَ كافراً وشيطاني مُسْلِماً .
وأَما قوله تعالى : قالت الأَعْرابُ آمَنَّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أَسْلَمْنا ، قال الأَزهري : فإِن هذا يحتاج الناس إِلى تَفَهُّمِه ليعلموا أَين يَنْفَصِلُ المؤمن من المُسْلِمِ وأَين يستويان ، فالإِسلامُ إِظهار الخُضُوعِ والقَبُول لما أَتى به سيدنا رسول اللَّه ، صلى اللَّه عليه وسلم ، وبه يُحْقَنُ الدمُ ، فإِن كان مع ذلك الإِظهار اعتقاد وتصديق بالقلب فذلك الإِيمان الذي هذه صفته ، فأَما مَنْ أَظْهَرَ قَبُولَ الشَّريعة واسْتَسْلَمَ لدفع المكروه فهو في الظاهر مُسْلِمٌ وباطنه غير مُصَدِّقٍ ، فذلك الذي يقول أَسلمت ، لأَن الإِيمان لا بُدَّ من أَن يكون صاحبه صِدِّيقاً ، لأَن الإِيمان التَّصْديقُ : فالمؤمن مُبْطِنٌ من التصديق مثل ما يُظْهِرُ ، والمُسْلِمُ التامّ الإِسْلامِ مظهر للطاعة مؤمن بها ، والمُسْلِمُ الذي أَظهر الإِسلام تَعَوّذاً غير مؤمن في الحقيقة إِلَّا أَن حكمه في الظاهر حكم المُسْلِمِ ، قال : وإِنما قلت إِن المؤمن معناه المُصَدِّقُ لأَن الإِيمان مأْخوذ من الأَمانَة ، لأَن اللَّه تعالى تَوَلَّى عِلْم السَّرائر وثَبات العَقْدِ ، وجعل ذلك أَمانة ائتمن كلَّ مُسْلِمٍ على تلك الأَمانة ، فمن صَدَّقَ بقلبه ما أَظهره لسانُه فقد أَدَّى الأَمانة واستوجب كريم المآب إِذا مات عليه ، ومن كان قلبه على خلاف ما أَظهر بلسانه فقد حمل وِزْرَ الخيانة واللَّه حسبه ، وإِنما قيل للمُصَدِّق مؤمن وقد آمن لأَنه دخل في حد الأَمانة التي ائتمنه اللَّه عليها ، وبالنية تنفصل الأَعمال الزاكية من الأَعمال البائرة ، أَلا ترى أَن النبي ، صلى اللَّه عليه وسلم ، جعل الصلاة إِيمانا والوضوء إِيمانا ؟ وفي حديث ابن مسعود : أَنا أَوَّلُ من أَسْلَمَ ، يعني من قومه كقوله تعال عن موسى : وأَنا أَوَّلُ المؤمنين ، يعني مؤمِني زمانِه ، فإِن ابن مسعود لم يكن أَوَّلَ من أَسْلَمَ وإِن كان من السابقين .
وفي الحديث : كان يقول إِذا دخل شهر رمضان : اللهم سَلِّمْني من رمضان وسَلِّم رمضانَ لي وسلمه مني ، قوله سَلِّمْني منه أَي لا يصيبني فيه ما يحول بيني وبين صومه من مرض أَو غيره ، قال : وقوله وسَلِّمْه لي هو أَن لا يُغَمَّ عليه الهلالُ في أَوله وآخره فيلتبسَ عليه الصومُ والفطرُ ، وقوله وسَلِّمْه مني أَي بالعصمة من المعاصي فيه .
وفي حديث الإِفْكِ : وكان عَليٌّ مُسَلَّماً في شأْنها أَي سالِما لم يَبْدُ بشيء

294

نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست