نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 27
وقال غيره : كلُّ جِنس من الحيوان غير بني آدم أُمَّةٌ على حِدَة ، والأُمَّةُ : الجِيلُ والجِنْسُ من كل حَيّ . وفي التنزيل العزيز : وما من دابَّةٍ في الأَرض ولا طائرٍ يَطِيرُ بِجناحَيْه إلَّا أُمَمٌ أَمثالُكم ؛ ومعنى قوله إلَّا أُمَمٌ أمثالُكم في مَعْنىً دون مَعْنىً ، يُريدُ ، والله أعلم ، أن الله خَلَقَهم وتَعَبَّدَهُم بما شاء أن يَتَعَبَّدَهُم من تسْبيح وعِبادةٍ عَلِمها منهم ولم يُفَقِّهْنا ذلك . وكل جنس من الحيوان أُمَّةٌ . وفي الحديث : لولا أنَّ الكِلاب أُمَّةٌ من الأُمَمِ لأَمَرْت بقَتْلِها ، ولكن اقْتُلوا منها كل أَسْوَد بَهيم ، وورد في رواية : لولا أنها أُمَّةٌ تُسَبِّحُ لأَمَرْت بقَتْلِها ؛ يعني بها الكلاب . والأُمُّ : كالأُمَّةِ ؛ وفي الحديث : إن أَطاعُوهما ، يعني أبا بكر وعمر ، رَشِدوا ورَشَدت أُمُّهم ، وقيل ، هو نَقِيضُ قولهم هَوَتْ أُمُّه ، في الدُّعاء عليه ، وكل مَن كان على دينِ الحَقِّ مُخالفاً لسائر الأَدْيان ، فهو أُمَّةٌ وحده . وكان إبراهيمُ خليلُ الرحمن ، على نبينا وعليه السلام ، أُمَّةً ؛ والأُمَّةُ : الرجل الذي لا نظِير له ؛ ومنه قوله عز وجل : إن إبراهيم كان أُمَّةً قانِتاً لله ؛ وقال أبو عبيدة : كان أُمَّةً أي إماماً . أَبو عمرو الشَّيباني : إن العرب تقول للشيخ إذا كان باقِيَ القوّة : فلان بإِمَّةٍ ، معناه راجع إلى الخير والنِّعْمة لأَن بَقاء قُوّتِه من أَعظم النِّعْمة ، وأصل هذا الباب كله من القَصْد . يقال : أَمَمْتُ إليه إذا قَصَدْته ، فمعنى الأُمَّة في الدِّينِ أَنَّ مَقْصِدَهم مقْصِد واحد ، ومعنى الإِمَّة في النِّعْمة إنما هو الشيء الذي يَقْصِده الخلْق ويَطْلُبونه ، ومعنى الأُمَّة في الرجُل المُنْفَرد الذي لا نَظِير له أن قَصْده منفرد من قَصْد سائر الناس ؛ قال النابغة : وهل يَأْثَمَنْ ذو أُمَّةٍ وهو طائعُ ويروي : ذو إمَّةٍ ، فمن قال ذو أُمَّةٍ فمعناه ذو دينٍ ومن قال ذو إمَّةٍ فمعناه ذو نِعْمة أُسْدِيَتْ إليه ، قال : ومعنى الأُمَّةِ القامة [1] . سائر مقصد الجسد ، وليس يخرج شيء من هذا الباب عن معنى أَمَمْت قَصَدْت . وقال الفراء في قوله عز وجل : إن إبراهيم كان أُمَّةً ؛ قال : أُمَّةً مُعلِّماً للخَير . وجاء رجل إلى عبد الله فسأَله عن الأُمَّةِ ، فقال : مُعَلِّمُ الخير ، والأُمَّةُ المُعَلِّم . ويروى عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : يُبْعَث يوم القيامة زيدُ بنُ عمرو بنِ نُفَيْل أُمَّةً على حِدَةٍ ، وذلك أَنه كان تَبَرَّأَ من أَدْيان المشركين وآمَن بالله قبل مَبْعَث سيدِنا محمد رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . وفي حديث قُسِّ بن ساعدة : أَنه يُبْعَث يوم القيامة أُمَّةً وحْدَه ؛ قال : الأُمَّةُ الرجل المُتَفَرِّد بدينٍ كقوله تعالى : إنَّ إبراهيمَ كان أُمَّةً قانِتاً لله ، وقيل : الأُمَّةُ الرجلُ الجامع للخير . والأُمَّةُ : الحِينُ . قال الفراء في قوله عز وجل : وادَّكَرَ بعد أُمَّةٍ ، قال بعد حينٍ من الدَّهْرِ . وقال تعالى : ولَئِنْ أَخّرْنا عنهم العَذاب إلى أُمَّةٍ معْدودةٍ . وقال ابن القطاع : الأُمَّةُ المُلْك ، والأُمة أَتْباعُ الأَنبياء ، والأُمّةُ الرجل الجامعُ للخير ، والأُمَّةُ الأُمَمُ ، والأُمَّةُ الرجل المُنْفَرد بدينه لا يَشْرَكُه فيه أَحدٌ ، والأُمَّةُ القامةُ والوجه ؛ قال الأَعشى : وإنَّ مُعاوية الأَكْرَمِينَ * بيضُ الوُجوه طِوالُ الأُمَمْ أي طِوالُ القاماتِ ؛ ومثله قول الشَّمَرْدَل بن شريك اليَرْبوعي : طِوال أَنْصِية الأَعْناقِ والأُمَمِ