نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 265
وتقول : زَعَمَتْ أَني لا أُحبها وزَعَمَتْني لا أُحبها ، يجيء في الشعر ، فأَما في الكلام فأَحسن ذلك أَن يوقع الزَّعْمُ على أَنَّ دون الاسم . والتَّزَعُّمُ : التَّكَذُّبُ ؛ وأَنشد : أَيها الزَّاعِمُ ما تَزَعَّما وتَزاعَمَ القومُ على كذا تَزاعُماً إذا تضافروا عليه ، قال : وأَصله أَنا صار بعضهم لبعض زَعِيماً ؛ وفي قوله مَزاعِمُ أَي لا يوثق به ، قال الأَزهري : الزَّعْمُ إنما هو في الكلام ، يقال : أَمر فيه مَزاعِمُ أَي أَمر غير مستقيم فيه منازعة بعدُ . قال ابن السكيت : ويقال للأَمر الذي لا يوثق به مَزْعَمٌ أَي يَزْعُمُ هذا أَن كذا ويَزْعُمُ هذا أَنه كذا . قال ابن بري : الزَّعْمُ يأْتي في كلام العرب على أَربعة أَوجه ، يكون بمعنى الكَفالة والضَّمان ؛ شاهده قول عمر بن أَبي ربيعة : قلت : كَفِّي لك رَهْنٌ بالرِّضى * وازْعُمِي يا هندُ ، قالت : قد وَجَب وازْعُمِي أَي اضمني ؛ وقال النابغة [1] يصف نُوحاً : نُودِيَ : قُمْ وارْكَبَنْ بأَهْلِكَ إنَّ * الله مُوفٍ للناس ما زَعَمَا زَعَمَ هنا فُسِّرَ بمعنى ضَمِنَ ، وبمعنى قال ، وبمعنى وعَدَ ، ويكون بمعنى الوعْد ، قال عمرو بن شَأْسٍ : وعاذِلة تَحْشَى الرَّدَى أَن يُصيبَني ، * تَرُوحُ وتَغْدُو بالمَلامةِ والقَسَمْ تقول : هَلَكْنا ، إن هَلكتَ وإنما * على الله أَرْزاقُ العِباد كما زَعَمْ وزَعَمَ هنا بمعنى قال ووعد ، وتكون بمعنى القول والذكر ؛ قال أَبو زُبَيْدٍ الطائيّ : يا لَهْفَ نَفْسِيَ إن كان الذي زَعمُوا * حَقّاً وما ذا يَرُدّ اليوم تَلْهِيفِي إن كان مَغْنَى وُفُودِ الناس راح بِه * قومٌ إلى جَدَثٍ ، في الغار ، مَنْجُوفِ ؟ المعنى : إن كان الذي قالوه حقّاً لأَنه سمع من يقول حُمِلَ عثمانُ على النَّعْش إلى قبره ؛ قال المُثَقّبُ العبدي : وكلامٌ سَيِّءٌ قد وَقِرَتْ * أُذُني عنه ، وما بي من صَمَمْ فتصامَمْتُ ، لكَيْما لا يَرَى * جاهلٌ أَنِّي كما كان زَعَمْ وقال الجميح : أَنتم بَنُو المرأَةِ التي زَعَمَ الناس * عليها ، في الغيّ ، ما زَعَمُوا ويكون بمعنى الظن ؛ قال عُبَيْدُ الله بن عبد الله بن عُتْبَةَ بن مسعود : فذُقْ هَجْرَها قد كنتَ تَزْعُمُ أَنه * رَشادٌ ، أَلا يا رُبَّما كذَبَ الزَّعْمُ فهذا البيت لا يحتمل سوى الظن ، وبيت عمر بن أَبي ربيعة لا يحتمل سوى الضَّمان ، وبيت أَبي زُبَيْدٍ لا يحتمل سوى القول ، وما سوى ذلك على ما فسر . وحكى ابن بري أَيضاً عن ابن خالَوَيْه : الزَّعْمُ يستعمل فيما يُذَمّ كقوله تعالى : زَعَمَ الذين كفروا أَن لن يُبْعَثُوا ؛ حتى قال بعض المفسرين : الزَّعْمُ