نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 221
قوم أَذَمَّتْ بهم رَكائِبُهُمْ ، * فاسْتَبْدَلوا مُخْلِقَ النِّعالِ بها وفي حديث حَليمة السَّعْدِيَّةِ : فخرجْتُ على أَتاني تلك فلقد أَذَمَّتْ بالرَّكْبِ أَي حبستهم لضعفها وانقطاع سيرها ؛ ومنه حديث المِقْدادِ حين أَحْرَزَ لِقاحَ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : وإِذا فيها فرس أَذَمُّ أَي كالٌّ قد أَعيْا فوقف . وفي حديث أَبي بكر ، رضيَ الله عنه : قد طَلَعَ في طريق مُعْوَرَّةٍ حَزْنَةٍ وإِنَّ راحلته أَذَمَّتْ أَي انقطع سيرها كأَنها حَمَلَت الناس على ذَمِّها . ورجل ذو مُذَمَّةٍ ومَذِمَّةٍ أَي كلٌّ على الناس ، وإنه لطويل المَذَمَّةِ ، التهذيب : فأَما الذَّمُّ فالاسم منه المَذَمَّةُ ، وقال في موضع آخر : المَذِمَّةُ ، بالكسر ، من الذِّمامِ والمَذَمَّةُ ، بالفتح ، من الذَّمِّ . ويقال : أَذهِبْ عنك مَذِمَّتَهُمْ بشيء أَي أَعطهم شيئاً فإِن لهم ذِماماً . قال : ومَذَمَّتهم لغةٌ . والبُخل مَذَمَّةٌ ، بالفتح لا غير ، أَي مما يُذَمُّ عليه ، وهو خلاف المَحْمَدَةِ . والذِّمامُ والمَذَمَّةُ : الحق والحُرْمة ، والجمع أَذِمَّةٌ . والذِّمَّة : العهد والكَفالةُ ، وجمعها ذِمامٌ . وفلان له ذِمَّة أَي حق . وفي حديث عليّ ، كرم الله وجهه : ذِمَّتي رَهِينُه وأَنا به زعيم أَي ضماني وعهدي رَهْنٌ في الوفاء به . والذِّمامُ والذِّمامةُ : الحُرْمَةُ ؛ قال الأَخطل : فلا تَنْشُدُونا من أَخيكم ذِمامةً ، * ويُسْلِم أَصْداءَ العَوِير كَفِيلُها والذِّمامُ : كل حرمة تَلْزمك إِذا ضَيَّعْتَها المَذَمَّةُ ، ومن ذلك يسمى أَهلُ العهد أَهلَ الذِّمَّةِ ، وهم الذين يؤدون الجزية من المشركين كلهم . ورجل ذِمِّيٌّ : معناه رجل له عهد . والذِّمَّةُ : العهد منسوب إِلى الذِّمَّةِ : قال الجوهري : الذِّمَّةُ أَهل العقد . قال : وقال أَبو عبيدة الذِّمّةُ الأَمان في قوله ، عليه السلام : ويسعى بذِمَّتِهِمْ أَدناهم . وقوم ذِمَّةٌ : مُعاهدون أَي ذوو ذِمَّةٍ ، وهو الذِّمُّ ؛ قال أُسامة الهذليّ : يُغَرِّدُ بالأَسْحار في كلِّ سُدْفَةٍ ، * تَغَرُّدَ مَيَّاحِ النَّدَى المُتَطَرِّب [1] وأَذَمَّ له عليه : أَخَذَ له الذِّمَّة . والذَّمامَةُ والذَّمامة : الحق كالذِّمّة ؛ قال ذو الرمة : تكُنْ عَوْجةً يَجزِيكما الله عندها * بها الأَجْرَ ، أَو تُقضى ذِمامةُ صاحب ذِمامة : حُرْمَةٌ وحق . وفي الحديث ذكر الذِّمَّة والذِّمامِ ، وهما بمعنى العَهْد والأَمانِ والضَّمانِ والحُرْمَةِ والحق ، وسُمِّيَ أَهل الذِّمَّةِ ذِمَّةً لدخولهم في عهد المسلمين وأَمانهم . وفي الحديث في دعاء المسافر : اقْلِبْنا بذِمَّةٍ أَي ارْدُدْنا إِلى أَهلنا آمنين ؛ ومنه الحديث : فقد بَرِئَتْ منه الذِّمَّة أَي أَن لكل أَحد من الله عهداً بالحفظ والكِلايَةِ ، فإِذا أَلْقى بيده إِلى التَّهْلُكَةِ أَو فعل ما حُرِّمَ عليه أَو خالف ما أُمِرَ به خَذَلَتْهُذِمَّةُ الله تعالى . أَبو عبيدة : الذِّمَّةُ التَّذَمُّمُ ممن لا عهد له . وفي حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم ، المسلمون تَتَكافأُ دماؤهم ويسعى بذِمَّتهم أَدناهم ؛ قال أَبو عبيدة : الذِّمَّةُ الأَمان ههنا ، يقول إِذا أَعْطى الرجلُ من الجيش العدوّ أَماناً جاز ذلك على جميع المسلمين ، ولي لهم أَن يُخْفِروه ولا أَن يَنْقُضوا عليه عهده كما أَجاز عمر ، رضي الله عنه ، أَمان عبدٍ على أَهل العسكر جميعهم ؛ قال : ومنه قول سَلْمان ذِمَّةُ المسلمين واحدة ؛ فالذِّمَّةُ هي الأَمان ، ولهذا سمي المُعاهَدُ ذِمِّيّاً ، لأَنه أُعْطيَ
[1] هكذا ورد هذا البيت في الأصل ، وليس فيه أيّ شاهد على شيء مما تقدم من الكلام .
221
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 221