نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 215
السماء دون الأَرض ؛ وقال الأَخفش وابن الأَعرابي : دَوَّمَتْ أبعدت ، وأصله من دامَ يَدُومُ ، والضمير في دَوَّمَ يعود على الكلاب ؛ وقال عليُّ بن حمزة : لو كان التَّدْويمُ لا يكون إلا في السماء لم يجز أَن يقال : به دُوامٌ كما يقال به دُوارٌ ، وما قالوا دُومَةُ الجَنْدَلِ وهي مجتمعة مستديرة . وفي حديث الجارية المفقودة : فَحَمَلني على خافيةٍ ثم دَوَّمَ بي في السُّكاك أي أدارني في الجوّ . وفي حديث قُسّ والجارُود : قد دَوَّمُوا العمائم أي أَداروها حول رؤوسهم . وفي التهذيب في بيت ذي الرمة : حتى إذا دَوَّمَتْ ، قال يصف ثوراً وحشيّاً ويريد به الشمس ، قال : وكان ينبغي له أن يقول دَوَّتْ فدَوَّمَتْ استكراه منه . وقال أبو الهيثم : ذكر الأَصمعي أن التَّدْويمَ لا يكون إِلا من الطائر في السماء ، وعاب على ذي الرمة موضعه ؛ وقد قال رؤبة : تَيْماء لا يَنْجو بها من دَوَّما ، * إذا عَلاها ذو انْقِباضٍ أَجْذَما أي أَسرع . ودَوَّمَتِ الشمس في كَبِد السماء . ودَوَّمَت الشمس : دارت في السماء . التهذيب : والشمس لها تَدْويمٌ كأنها تدور ، ومنه اشْتُقَّتْ دُوّامَةُ الصبي التي تدور كدَوَرانها ؛ قال ذو الرمة يصف جُنْدَباً : مُعْرَوْرِياً رَمَضَ الرَّضْراض يَرْكُضُه ، * والشَّمْسُ حَيْرى لها في الجَوّ تَدْوِيمُ كأَنها لا تمضي أي قد رَكِبَ حَرَّ الرَّضْراض ، والرَّمَضُ : شدة الحر ، مصدر رَمِضَ يَرمَضُ رَمَضاً ، ويركُضُه : يضربه برجله ، وكذا يفعل الجُندَبُ . قال أبو الهيثم : معنى قوله والشمس حَيْرى تقف الشمس بالهاجِرَةِ على المَسير مقدار ستين فرسخاً [1] . تدور على مكانها . ويقال : تَحَيَّرَ الماء في الروضة إذا لم يكن له جهة يمضي فيها فيقول كأنها مُتَحَيِّرَة لدَوَرانها ، قال : والتَّدْويمُ الدَّوَرانُ ، قال أبو بكر : الدائم من حروف الأَضداد ، يقال للساكن دائم ، وللمتحرِّك دائم . والظل الدَّوْمُ : الدائم ؛ وأَنشد ابن بري للَقِيط بن زُرارَةَ في يوم جَبَلَة : يا قَوْمِ ، قدْ أحْرَقْتُموني باللَّوْمْ ، * ولم أُقاتِلْ عامِراً قبلَ اليَوْمْ شَتَّانَ هذا والعِناقُ والنَّوْم ، * والمَشْرَبُ البارِدُ والظِّلُّ الدَّوْم ويروى : في الظل الدَّوْم . ودَوَّمَ الطائر إذا تحرك في طَيَرانه ، وقيل : دَوَّمَ الطائر إذا سَكَّنَ جناحيه كَطَيَرَانِ الحِدَإِ والرَّخَم . ودَوَّمَ الطائرُ واستدامَ : حَلَّقَ في السماء ، وقيل : هو أن يُدَوِّمَ في السماء فلا يحرك جناحيه ، وقيل : أن يُدَوِّمَ ويحوم ؛ قال الفارسي : وقد اختلفوا في الفرق بين التَّدوِيمِ والتَّدْوِيَةِ فقال بعضهم : التَّدْويمُ في السماء ، والتَّدْوِيَةُ في الأَرض ، وقيل بعكس ذلك ، قال : وهو الصحيح ، قال جَوَّاسٌ ، وقيل هو لعمرو بن مِخْلاةِ الحمارِ : بيَوْمٍ ترى الرايات فيه ، كأَنها * عَوافي طيورٍ مُسْتَديم وواقِع ويقال : دَوَّم الطائرُ في السماء إذا جعل يَدُور ، ودَوَّى في الأَرض ، وهو مثل التَّدْويمِ في السماء . الجوهري : تَدْويمُ الطائر تَحْلِيقُه في طَيَرانِه ليرتفع في السماء ، قال : وجعل ذو الرمة التَّدْوِيمَ
[1] قوله مقدار ستين فرسخاً ] عبارة التهذيب مقدار ما تسير ستين فرسخاً .
215
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 215