نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 177
رجل لبُنَيٍّ له أَعجبه : شِنْشِنَةٌ أَعْرفُها من أَخْزَمِ أَي قَطَران الماء [1] من ذَكر أَخْزَمَ ، وقيل : أَخْزَمُ قطعة من جبل . وأَبو أَخْزَمَ : جَدُّ أَبي حاتِمِ طَيِّءٍ أَو جَدُّ جدّه ، وكان له ابن يقال له أَخْزَمُ فمات أَخْزَمُ وترك بَنين فوثبوا يوماً في مكان واحد على جدهم أَبي أَخْزَمَ فأَدْمَوْه فقال : إِنَّ بَنِيَّ رَمَّلُوني بالدَّمِ ، * شِنْشِنَةٌ أَعْرِفها من أَخْزَمِ ، من يَلْقَ آسادَ الرجالِ يُكْلَمِ كأَنه كان عاقّاً ، والشِّنْشِنةُ : الطبيعة أَي أَنهم أَشبهوا أَباهم في طبيعته وخُلُقِه . والخَزْمُ ، بالزاي ، في الشعر : زيادة حرف في أَول الجزء أَو حرفين أَو حروف من حروف المعاني نحو الواو وهل وبل ، والخَرْمُ : نقصان ؛ قال أَبو إِسحق : وإِنما جازت هذه الزيادة في أَوائل الأَبيات كما جاز الخَرْمُ ، وهو النقصان في أَوائل الأَبيات ، وإِنما احْتُمِلَتِ الزيادةُ والنقصانُ في الأَوائل لأَن الوزن إِنما يستبين في السمع ويظهر عَوارُه إِذا ذهبتَ في البيت ، وقال مرة : قال أَصحاب العروض جازت الزيادة في أَول الأَبيات ولم يُعْتَدَّ بها كما زيدت في الكلام حروفٌ لا يُعْتَدُّ بها نحو ما في قوله تعالى : فَبما رَحْمةٍ من الله لِنْتَ لهم ؛ والمعنى فبرحمةٍ من الله ، ونحو : لئِلَّا يعلم أَهلُ الكتاب ، معناه لأَنْ يعلم أَهلُ الكتاب ، قال : وأَكثر ما جاء من الخَزْمِ بحروف العطف ، فكأَنك إِنما تعطف ببيت على بيت فإِنما تحتسب بوزن البيت بغير حروف العطف ؛ فالخَزْمُ بالواو كقول امرئ القيس : وكأَنَّ ثَبِيراً ، في أَفانينِ وَدْقِه ، * كبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ فالواو زائدة ، وقد رويت أَبيات هذه القصيدة بالواو ، والواو أَجود في الكلام لأَنك إِذا وَصَفْتَ فقلت كأَنه الشمسُ وكأَنه الدُّرُّ كان أَحسن من قولك كأَنه الشمسُ كأَنه الدُّرُّ ، بغير واو ، لأَنك أَيضاً إِذا لم تعطف لم يَتَبَيَّنْ أَنك وصفتَه بالصفتين ، فلذلك دخل الخَزْمُ ؛ وكقوله : وإِذا خَرَجَتْ من غَمْرَةٍ بعد غَمْرَةٍ فالواو زائدة . وقد يأْتي الخَزْمُ في أَول المِصْراعِ الثاني ؛ أَنشد ابن الأَعرابي : بل بُرَيْقاً بِتُّ أَرْقُبُه ، * بَلْ لا يُرى إِلا إِذا اعْتَلَما فزاد بَلْ في أَول المصراع الثاني وإِنما حَقُّه : بل بُرَيْقاً بِتُّ أَرقبه ، * لا يُرى إِلا إِذا اعْتَلَما وربما اعْتَرَضَ في حَشْوِ النصف الثاني بين سَببٍ ووَتِدٍ كقول مَطرِ بن أَشْيَمَ : الفَخْرُ أَوَّلُه جَهْلٌ ، وآخره * حِقْدٌ إِذا تُذُكِّرَتِ الأَقوالُ والكَلِمُ فإِذا هنا معترضة بين السبب الآخر الذي هو تَفْ وبين الوتد المجموع الذي هو عِلُنْ ؛ وقد زادوا الواو في أَول النصف الثاني في قوله : كُلَّما رابَكَ مِنِّي رائبٌ ، * ويَعْلَمُ العالِمُ مِني ما عَلِمْ
[1] قوله [ أي قطران الماء إلخ ] كذا في الأَصل والتكملة ، وعبارة التهذيب : أي قطرة ماء من ذكرى الأَخزم .
177
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 177